بندر الورثان

يبدو أن تعرض نظام طهران للعقوبات الأمريكية كذلك التخوف والرهبة من المخاطر التي سيواجهونها إذا استمروا في استفزاز إدارة الرئيس ترامب بدأت تظهر ملامحها بشكل لا يرغب الملالي أن يبدو واضحا، ولكن المراقب للأحداث المتسارعة فيما يتعلق بالموقف الأمريكي من النظام الإيراني وعزم الإدارة الحالية في البيت الأبيض فرض المزيد من الضغوطات على طهران في سبيل تحجيم دائرة عبثهم وردع تجاوزاتهم في منطقة الخليج والشرق الأوسط، والتي لا تضع أي وزن للأعراف والقوانين الدولية جعلت هذا النظام يتخبط في تصريحاته وكذلك تحركاته التي بدأت مضطربة وخارجة عن أي تخطيط أو ترابط، فهو لا يزال يمارس المزيد من الإرهاب ويوفر الدعم لمليشياته وأذرعه التابعة له في كل من العراق وسوريا واليمن التي ترتكب الجرائم وتقتل الأبرياء يوما بعد يوم وكذلك تبث المزيد من التهديد لأمن المياه الإقليمية والدول المجاورة، بالمقابل هناك تصريحات روحاني بأن الباب مفتوح للحوار مع واشنطن بشروط! ورفض الخارجية الإيرانية اتهام ت بولتون لطهران باستهداف الناقلات قبالة سواحل الإمارات وجولات ظريف ونائبه لعدد من العواصم دليل آخر بأن النظام الإيراني بدأء يشعر بالاختناق والألم، وتقلص الفرص للتملص من ضغوطات إدارة الرئيس ترامب الذي يؤكد في تصريحاته أنه لن يتردد في الرد العنيف على أي تجاوز إيراني يهدد مصالح أمريكا في المنطقة، يبدو أن إيران لم تتوقع أن يكون لعقوبات الرئيس ترامب تأثير كبير دون مباركة أوروبية. ولعل انتشار الأسطول العسكري في الشرق الأوسط فاقم تلك المخاوف، فالواضح هنا أن الولايات المتحدة لا ترغب في أي تهاون أو تكرار لأي أخطاء تم ارتكابها من قبل الإدارة السابقة، فسيناريو مباحثات ظريف ووزير الخارجية الاسبق جون كيري لن يتكرر مع الوزير بومبيو الذي يؤكد دوما عزم الإدارة الأمريكية على احتواء أنشطة إيران الخبيثة والإرهابية التي تمارسها منذ 40 عاما للوصول لهدفهم النهائي وهو ردع إيران.

نيكولاس هيريس الباحث في مركز الأمن الأمريكي الجديد ذكر أنه أصبح من الصعب على أمريكا التخلي عن مطالبها فيما يتعلق بسلوك إيران في الشرق الأوسط ودعمهم للحوثيين وحزب الله ومشكلة السلاح النووي، الكاتب مارك ثيسن ذكر على موقع فوكس نيوز أن ترامب يريد ردع إيران وتقويض مكاسبها ودفعها للتخلي عن طموحاتها العسكرية والنووية والتصرف كدولة طبيعية، كليفورد دي الكاتب في الواشنطن تايمز قال إن حكام طهران يشعرون بألم شديد من حملة الرئيس ترامب فهي بمثابة «الحد الأقصى من الضغط»، ويرى أن طهران لم تعد متأكدة من استطاعتها الانتظار لما يأملون أن يكون خيارا آخر في البيت الأبيض بحلول 2021، وأكد أنه متفائل من أن الرئيس ترامب والوزير بومبيو لن يكررا أخطاء أسلافهما مع نظام الملالي.