صفاء قرة محمد ـ بيروت

انطلقت في مكة المكرمة أمس، أعمال القمتين الطارئتين العربية والخليجية، اللتين دعت لهما المملكة العربية السعودية، فيما تعقد اليوم، أعمال قمة منظمة التعاون الإسلامي تحت عنوان «قمة مكة يدا بيد نحو المستقبل». ولا تحتاج هذه القمم لعناوين كثيرة لتؤكد أن اجتماعها رسالة واضحة وثلاثية الأبعاد تصب في التصدي لهجمات وأطماع إيران ودورها التخريبي في المنطقة بعد الهجمات على 4 سفن وناقلات نفط في المياه الإماراتية، والهجمات، التي تعرضت لها المملكة من الحوثيين، وللتأكيد على وحدة الصف العربي.

» دور ريادي

يوضح الكاتب والصحافي فادي عاكوم، في تصريح لـ«اليوم»، أن «الحرس الثوري الإيراني حاول خلال السنوات الماضية فرض إيران كلاعب أساسي ومحوري في المنطقة عبر أذرعه في العراق واليمن ولبنان، لزعزعة الأمن واستقرار المنطقة والتلويح بالحرب، في وقت دأبت المملكة على تثبيت الأمن والاستقرار ومواجهة الفوضى، التي تثيرها إيران وأذرعها، وأتت الدعوة إلى قمم مكة العربية والخليجية والإسلامية لتؤكد دورها الريادي، الذي كرسته من خلال تاريخ طويل من العلاقات الثنائية مع دول المنطقة وحرصها الدائم على العمل ضمن منظومة متكاملة بعيدا عن التفرد أو التصلب بالقرار والسعي الدائم إلى الابتعاد عن لغة الحرب إلى أن سدت الطرق السياسية كما حصل في اليمن».

» موقف موحد

ويقول: «تأتي القمم الثلاث في توقيت خطر مرحليا بعد تمادي الحرس وخرقه للخطوط الحمراء، بإيعازه ووضعه أوامر التنفيذ لمهاجمة الإمارات والمملكة، وذلك لاستفزاز المملكة ودفعها لرد فعل عسكري، إلا أن رد الفعل أتى بهذه الطريقة التي نراها، بدعوة العوالم الإسلامية والعربية والخليجية للخروج بموقف موحد ضد هذه الاستفزازات والتصرفات، التي يجب أن تلجم، بل حان الوقت للجمها».

يضيف عاكوم: «هنا لا بد من الإشارة إلى أن موقف المملكة لا يتعلق فقط بأمن المملكة أو دولة الإمارات فقط، ولا حتى بأمن المنطقة، بل يتعلق بأمن العالم، كون الخطر الإيراني وصل إلى العديد من الدول حول العالم، وإن لُجمَ الآن سينعم العالم بالأمن من ناحية إيران، التي لا تمول وتحرك أذرعها المعروفة، بل ثبت تورطها بدعم الشق الآخر من الإرهاب العالمي أي تنظيمات القاعدة وداعش، والأمر ليس كلاما مرسلا، بل هو مثبت بالأدلة والوقائع».

» التصدي للاعتداءات

ويتابع عاكوم: «علما بأن العدة العسكرية ومعها التأهب العسكري، جاهزة لصد أي محاولة جنونية أو اعتداء جدي من قبل الحرس الثوري أو أذرعه المنتشرة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، والأمر لا يتعلق بالتعدي على سيادة دول المنطقة فحسب، بل يصل إلى أمن المياه الإقليمية والدولية وتحديدا مضيق هرمز، الذي يعتبر منفذا حيويا لدول المنطقة خاصة الخليج، ويؤمن ثلث إمدادات العالم من النفط، وهنا يأتي دور الولايات المتحدة الأمريكية، التي استعدت لكل الاحتمالات، وذلك بسبب ارتباطها بدول المنطقة باتفاقيات ثنائية أمنيا وعسكريا، خصوصا أن المملكة تعتبر الشريك الأكبر هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فالأمر يتعلق بالأمن العالمي وما سينتج عنه من إقفال المضيق أو تأثر الإمدادات النفطية وانعكاساتها السلبية على العديد من الدول، هذا بالإضافة طبعا إلى تأثر أسعار النفط العالمية وارتدادها على باقي الأسواق».

ويؤكد أن «القمم الثلاث خصوصا العربية والخليجية، ستخرج دون شك بموقف موحد لردع إيران وما يسمى بالحرس الثوري وأذرعته في المنطقة، وذلك بموجب وثيقة الأمن القومي، التي أطلقتها المملكة في القمة الخليجية رقم 28، التي بموجبها سيتم ردع المحاولات الصبيانية، التي يقوم بها الحرس، وذلك لتحويل الأنظار عن العقوبات المفروضة عليه، أو فرض معادلات جديدة تمكّنه من العودة قويا إلى طاولة المفاوضات والدخول مجددا في نفق المفاوضات الطويل، الذي يؤمن له الوقت لتنفيذ مآربه في المنطقة، من خلال تسليح وتدريب العناصر الإرهابية في الدول، التي ينتشر فيها، واستقدام المزيد من المرتزقة من أفغانستان وباكستان ونقلهم إلى سوريا لتغيير الواقع الديموغرافي لتنفيذ حلمه بإنشاء جسر بري يربط طهران بالبحر الأبيض المتوسط».