محمد العصيمي

كل طرق العرب والمسلمين تؤدي إلى مكة لأنها قبلتهم ولأنها على استعداد دائم، في ظل الحكم السعودي، لتستضيفهم على أعلى مستوى؛ من أصغرهم إلى أكبرهم. لهذه المدينة العربية المقدسة خاصية لا تضاهيها أي مدينة أخرى في هذا العالم، من حيث رمزيتها الكبرى التي تبرز على مدار العام في صور شتى، وتبرز هذه الأيام في التئام قادة العرب والمسلمين على ثراها الطاهر لمناقشة قضاياهم وما يحيط بهم من استحقاقات ملحة تتطلب اجتماعهم ووحدة موقفهم وإجراءاتهم.

في رمزيتها أيضاً أن العدو الإيراني، عبر وكيله الحوثي، طامع بالنيل من استقرارها وأمن الصائمين المصلين بها من خلال إرسال صواريخه المقوضة لطمأنينتهم في البيت الحرام. أي أن لدى السعوديين وإخوانهم العرب والمسلمين مبرراً قوياً، من نفس المكان، لإدانة وشجب هذه الاعتداءات الإيرانية على مدينتهم وكعبتهم المقدسة.

وما من شك بأن كل حاضر للقمة، من رسميين ومرافقين وإعلاميين، سيدور في خلده وهو يستشعر أهمية المكان وروحانيته، هذه الجرأة الإيرانية التي تصل إلى حد الحماقة أو الوقاحة بالاعتداء على أقدس بقاع الأرض. وهو استنكار، بالمناسبة، يشترك فيه كل المسلمين في كل الدنيا ويعبرون عنه يومياً في كل الوسائل الإعلامية الممكنة وبأقسى العبارات.

لذلك هم ينتظرون ما ستسفر عنه القمم المكية الثلاث من نتائج ووحدة صف وكلمة ضد الاستكبار والصلف الإيراني الذي يتهدد المسلمين كافة وليس فقط السعودية أو دول الخليج. يتوقع كل عربي ومسلم أن تكون نتائج القمم الثلاث مسؤولة وحاسمة تجاه النظام الإيراني الذي يعتدي عياناً بياناً على مكة المكرمة وعلى البلد الذي يحتضنها ويمحضها جل رعايته واهتمامه.