واس – مكة المكرمة

ألقى مفتي الديار المصرية فضيلة الشيخ الدكتور شوقي علام ، كلمة خلال المؤتمر الدولي حول قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنة، وإعلان وثيـقة مكة المكرمـة الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي عبر فيها عن الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ورعاه ـ وقال : إن المقصود بالطائفة المنصورة في الحديث الشريف في أوسع وأرحب وأشمل معانيها ما ذهب إليه الإمام النووي رحمه الله وعبر عنه بقوله ( يحتمل أن تَكُونَ هذه الطائفةً فرقةً من أنواع المؤمنين ممّن يُقيمُ أمر الله تعالى من مُجاهدِ وفقيه ومحدث وزاهدِ وأمر بالمعروف وعَبر ذَلِكَ ) . والحق الذي تحمل رايته هذه الطائفة المنصورة هو ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من رحمة وخير وسلام وأمن وتعايش للبشرية كلها؛ فالإسلام دين سلام ودين رحمه ودين أمن وأمان .

وأضاف : كلنا يعلم ما تتعرض له المملكة قيادة وشعبا بل والمنطقة بأسرها ، من حملات إرهابية إجرامية وهجمات مغرضة شرسة على الصعيدين الداخلي والإقليمي وهذه الحملات الإرهابيةً كما يعلم الجميع - تقف وراءها قوى شر متآمرة ، ترفع راية الشر والدمار والإرهاب وتدعم تلك الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح ، لذلك فإن الوقوف إلى جانب الحق والخير والوسطية الذي ترفع رايته المملكة إلى جانب مصر وكافة دول المنطقة التي لم تتورط في دعم الإرهاب لهو فرض عين وواجب على كل مسلم وهو أيضا واجب أخلاقي ومبدأ إنساني ، تدعمه دول المجتمع الدولي بموجب المواثيق والعهود الدولية الداعمة والمؤيدة للخير والسلام.

وأكد أنه لابد أن تتحول المؤتمرات إلى برامج عمل تلامس الواقع وتناقش قضاياه ، وتعمل على إيجاد الحلول المناسبة لكافة المشكلات والقضايا ، وفي مقدمتها قضية محاربة الإرهاب من خلال مناقشة الأفكار وتصحيح المفاهيم، مشددا على أنه بات مستقرًا لدى الجميع أن قضية مكافحة الإرهاب إلى جانب أنها قضية أمنية فهي قضية فكرية في المقام الأول ، وقال : إن كل عالم وسطي حر من حملة المنهج الوسطي في العالم الإسلامي يشعر بالمسؤولية الجسيمة . مهما بلغ به الجهد والتعب جراء كل قطرة دم معصومة سفكتها يد الإرهاب الغادرة ، وعند كل تفجير يحدث هنا أو هناك في بلاد المسلمين أو غير المسلمين ، نشعر بالمسؤولية تجاه الشباب الذي غرر به فأفلت من بين أيدينا حتى سقط في شباك الإرهاب الغادرة ،ونشعر بالمسؤولية كذلك تجاه كل نفس أزهقت ، وكل روح طاهرة صعدت إلى بارئها جل وعلا بسبب العمليات الإرهابية الغادرة ، وهذا الاستشعار بالمسؤولية كان من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلقه ومقتضى ولازم رحمته صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله رحمة للعالمين.