صفاء قره محمد ـ بيروت

برعاية الأمم المتحدة ودعم واشنطن، يصل مساعد وزير الخارجية الأمريكي ديفيد ساترفيلد إلى بيروت الأسبوع المقبل؛ لوضع أسس بداية التفاوض اللبناني ـ الإسرائيلي حول ترسيم الحدود البحرية والبرية.

وتطرح «اليوم» هنا سؤالا؛ ماذا يعني ذلك للبنان بعد مرور 70 عاما من ترسيم حدوده الدولية في اتفاقية الهدنة عام 1949، وما انعكاس ذلك على «حزب الله» الذي يضع هذا الملف ذريعة لوجود سلاحه في الجنوب اللبناني؟.

»مزارع شبعا

يجيب الوزير السابق سجعان قزي في تصريح لـ«اليوم»، موضحا أن هنالك مشكلتين إحداهما تكمن في أن نجاح ترسيم الحدود البرية في حال حصوله سيسقط آخر ورقة في استمرار سلاح حزب الله في الجنوب؛ لأن الحجة الأساسية التي يرفعها الحزب للحفاظ على سلاحه بأن ترسيم الحدود مع إسرائيل لم يحصل بعد، فإذا حصل هذا الترسيم فيعني ذلك أن حالة أمن وسلام دائمة ستنشأ بين لبنان وإسرائيل وبالتالي لا ذريعة بعد ذلك لسلاح «حزب الله».

ويواصل: والثانية، ما لم تقدم سوريا إلى الأمم المتحدة وثيقة رسمية تؤكد أن هذه المزارع هي ملكية لبنانية لا سورية، لأن وثائق الأمم المتحدة لا تعترف بلبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

ويشير قزي إلى أن لبنان يعيش حاليا على حدود الخط الأزرق بعد حرب تموز 2006، لذلك ما يستوجب العودة إلى الحدود الطبيعية ـ التاريخية ـ الدولية، وهذا يتطلب حسم موضوع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر.

»الحدود البحرية

وحول سلاح «حزب الله»، يرى الوزير السابق، أن الحزب لم يعد يربط استمرارية سلاحه بتحرير ما تبقى من أرض محتلة في الجنوب، إنما أصبح يعتبر سلاحه جزءا مما يحدث في الشرق الأوسط، ومن المشروع الإيراني، ولا أرى أنه سيعيد النظر بسلاحه إذا تم الاتفاق على ترسيم الحدود.

ويضيف قزي: أما بالنسبة إلى الحدود البحرية، فما كانت لتشكل عقبة لو لم توجد آبار نفطية وغازية تدعي إسرائيل أن لها ملكية في جزء منها لا سيما في المربع 9، وأظن أن الولايات المتحدة وإسرائيل ترغبان في الوصول إلى حل لهذه المشكلة البحرية بين لبنان وإسرائيل، ليس فقط في إطار العلاقات الثنائية إنما لإنجاح جزء مما يقال إنه صفقة القرن، وهذه الصفقة لا تتعلق بالقضية الفلسطينية فحسب، بل تشمل الشرق الأوسط ككل وبالتالي هي مؤلفة من مجموعة أجزاء، منها ما هو متعلق بلبنان وآخر يشمل موضوع النفط والغاز، علاوة على الحدود الثنائية واللاجئين الفلسطينيين.

ويتابع: أما بالنسبة إلى الحدود الجوية، فهي تأتي نتيجة طبيعية للاتفاق على الحدود البرية والبحرية، إذ حين تنشأ حالة سلام ولا تعد هناك مخاوف متبادلة بين البلدين تسقط كل ذريعة لحصول خرق إسرائيلي للأجواء اللبنانية، وختم: إلا أنني اعتقد أننا ما زلنا في بدء المفاوضات.