محمد العويس - الأحساء

موقع أثري على مسافة 1000 متر من منطقة جواثا التاريخية

يقع قصر وعين بنت قنيص في بلدة الكلابية شمال شرق مدينة الهفوف، وشرق مدينة المبرز، التي تعتبر من البلدات الشمالية الشرقية بمحافظة الأحساء، وتقع على بعد (1كم) من منطقة جواثا التاريخية، حيث مثلت القلعة حصنا لجنود الدول السعودية المتتابعة.

وعن هذا الموقع، ذكر الكاتب والمؤرخ عبدالله حمد المطلق لـ «اليوم» أن أطلال القصر والعين التي ذاع صيتها على مستوى الأحساء، تعتبر من المعالم الأثرية، لكونها من العيون الفوارة والمشهورة كنبع طبيعي، مشيرا لزيارته للعين قبل 40 عاما والتقاطه صورا لها، وكان الماء متوافراً في العين، وفي جنوبها يقع قصر بنت قنيص.

وقال: تقع القلعة يسار العين ومحاطة بسور لحماية زائري العين لمنع وقوع الأطفال والمواطنين وقاصديها، فيما يرى حول القصر والعين بعض أواني الفخار المكسرة، وهو ما يوحي بأن المنطقة مسكونة منذ القدم، والدليل على ذلك وجود بعض المنازل المندثرة نتيجة سفي الرمال.

وأضاف المطلق: تقع هذه القلعة في أطراف بلدة الكلابية من الجهة الشمالية، وتتكون من برجين أحدهما يقع في الزاوية الجنوبية الغربية، والآخر يقع في الزاوية الشمالية الشرقية، وللقلعة بوابة واحدة تقع في الجهة الجنوبية من القصر، فيما ارتفاع الأبراج حوالي ثلاثة أمتار، والقلعة مكونة من دورين، يحتوي الدور العلوي منهما على مزاغل من أجل وضع فوهات البنادق في حال تعرض القلعة لأي هجوم، فيما أبنيتها تتكون من الطين والجص المحلي.

واستطرد: تعتبر هذه القلعة حصنا لهذه البلدة منذ القدم، ولقد جفت مياهها العذبة التي كانت تسقي أهالي البلدة قديما، حيث إنها قائمة على تل، وتكشف المنطقة بالكامل، وبجوار القلعة عين كبيرة كانت إلى عهد قريب فياضةً تضخ منها المياه لتسقي النخيل والحقول المجاورة، وهذا ما بقي من القلعة وجارتها العين.

وبيَّن المطلق أن القلعة تعتبر واحدة من أقدم القلاع الأثرية في المحافظة، التي شهدت على مدى 250 عاماً، أحداثاً كثيرة خلال حكم الأتراك العثمانيين للمنطقة، وكذلك حكم آل سعود، مشيرا إلى أن القلعة قد بنيت على حوض ماء عذب متدفق، تحيط به واحة نخيل، اتخذته الحكومة العثمانية حصناً لجنودها، لتشهد فيما بعد اندحارهم على يد الجيش السعودي، الذي قاده مؤسس المملكة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، مؤكدا أنه ما زالت بعض آثار المعارك باقية على جدران القلعة، وكانت عين بنت قنيص، التي تقع على هضبة مرتفعة تغذي بالمياه معظم القرى المحيطة بها، حيث كانت تتصل بها عبر جدول مائي، ينتهي بمزارع الفلاحين، وتتكون القلعة من القصر الصغير، وملاحق مثل أسطبل الخيل، ودار الضيافة، والبوابة الرئيسة، والمسبح الذي يحيط به سور، إلا أن كل هذه الأجزاء تشهد حجارتها تساقطاً، بسبب العوامل الجوية.