أنيسة الشريف مكي

خير أن يوجه خادم الحرمين الشريفين دعوة إلى قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي وقادة الدول العربية، لأجل عقد قمتين طارئتين خليجية وعربية في مكة المكرمة للتنسيق مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربي وجامعة الدول العربية في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وعلى السلم والأمن الإقليمي والدولي وأسواق النفط العالمية في ظل الهجوم على سفن تجارية قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة وما قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفط في المملكة.

فقد تظهر في الأفق تباشير خير فتشرق شمس وحدة خليجية عربية، ونأمل أن تكون وحدة لكل دول العالمين العربي والإسلامي، تشرق من مكة المكرمة قبلة الإسلام والمسلمين تلبية لأمر الله سبحانه «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا»

لمَ لا ونحن نملك كل مقومات الاتحاد، دين واحد، ولغة واحدة، وتاريخ واحد، وعادات وتقاليد، وعقول وأفكار واعية، ونفخر أيضا بأن لدينا مصادر قوى متعددة فلماذا لا نتحد فيما بيننا؟!

في الحديث «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا» عليك أفضل الصلاة والسلام يا رسول الله.

نأمل أن تتحقق بمشيئة الله وحدة خليجية عربية إسلامية، في هاتين القمتين في ٣٠ مايو ٢٠١٩، التاريخ الذي حدده الملك سلمان بن عبد العزيز -أطال الله عمره- لعقد القمتين وليس ذلك على الله بعزيز.

ننتظر بإذن الله اتحادا خليجيا وعربيا قويا كما يريده الله لنا وتباركه مشيئته جلت قدرته.

لمَ لا نتحد كعرب ومسلمين وقد ترك رسول الله فينا كتابه وسنته «ترَكت فيكم ما إن تمسَّكتم به، لن تضلوا بعدي أبدًا، كتاب الله وسُنتي»

الاتحاد الذي نحتاج إليه هو ما يجعلنا أقوياء بالفعل في عالم لا يعرف إلا القوة ومنطقها.

نتحد لنعيد مجدنا السابق كأمة عربية لها ثقلها في العالم، نتحد لنعيد قوتنا كما كانت من قبل قوية متماسكة ترهب أعداءنا.

الدعوة إلى الاتحاد بدأها المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالله بن عبدالعزيز- طيب الله ثراه- حيث نادى بالوحدة الخليجية، وسيتمها إن شاء الله الملك سلمان بن عبدالعزيز -رعاه الله- بالوحدة الخليجية والعربية.

نتحد كمسلمين في قبلتنا، وعباداتنا، وكتابنا، وشريعتنا ونعجز عن تحقيق وحدتنا!! هذا لن يكون بإذن الله ومن سابع المستحيلات.

تعميق الإحساس بالأسس والأصول الإيمانية للوحدة، وغرسها في نفوس أبنائنا وتأليف قلوبهم على الحب والإخاء والإيثار من أوجب واجباتنا «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ».

ففي الاتحاد قوة وفي التفرق ضعف، ما زال المثل قائما وبقوة! هذا المثل العريق الذي تربينا عليه وتربّت عليه أجيال كثيرة، لم يأت من فراغ وإنما واقع لتجارب أثبتت أنّ الاتحاد هو القوة التي لا تكسر.