إسلام فرج

واصلت صحف العالم اهتمامها بالتعليق على تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، بالرأي والتعليق والتحليل. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، في مقال نُشِر أمس: إن العقوبات التي تفرضها إدارة الرئيس دونالد ترامب على طهران تحقق نتائج، لكن إطاحة نظام الملالي تتطلب المزيد.

وأشارت في مقال كتبه مارك تيسين، وهو زميل في معهد أمريكان انتربرايز، إلى أن هدف ترامب ليس شن حرب.

» أهداف ترامب

ونوّه تيسين إلى أن الإدارة الجمهورية لديها 3 أهداف: «أولًا: استعادة الردع واحتواء توسع إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ثانيًا: دحر مكاسب إيران وإجبارها على التراجع داخل حدودها، وأخيرًا: وضع قادة إيران بين خيار الجلوس إلى طاولة المفاوضات والتخلي عن طموحاتهم النووية والصاروخية، أو انهيار النظام تمامًا مثل الاتحاد السوفيتي».ولفت الكاتب إلى أن تصعيد ترامب للعقوبات ضد إيران، والذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة، حرم طهران من إيرادات تقدّر بـ10 مليارات دولار منذ نوفمبر، بحسب مسؤولين في الإدارة الأمريكية. ومضى تيسين يقول: في هذا الشهر، شدّدت الإدارة الخناق أكثر فأكثر؛ ما أدى إلى إلغاء الإعفاءات عن 8 دول سبق أن سُمح لها بمواصلة استيراد النفط الإيراني. ونقل مارك تيسين عن وكالة «بلومبيرغ» قولها: تراجعت شحنات النفط الإيرانية هذا الشهر بعد أن أنهت الولايات المتحدة العقوبات، وحتى الآن، لم تُشاهد سفينة واحدة وهي تغادر محطات النفط الإيرانية إلى موانئ أجنبية.

» نتائج العقوبات

ولفت الكاتب إلى أن العقوبات الجديدة تجبر طهران على قطع الأموال عن وكلائها كميليشيات حزب الله في لبنان والأخرى الداعمة لنظام بشار الأسد في سوريا.

وتابع تيسين: يوم الثلاثاء، أبلغ وزير الخارجية مايك بومبيو الكونجرس بأن ميزانية الدفاع الإيرانية المقترحة خفضت بنسبة 25%، كما أن الميزانية المقترحة لفيلق الحرس الثوري الإيراني قلصت بحوالي 10%.

وأضاف: من الواضح أن إيران غير راضية عن ذلك، حيث رأت المخابرات الأمريكية علامات على أن إيران كانت تستعد للرد بهجمات على الأمريكيين باستخدام وكلاء إرهابيين، وزاد: لذا فقد وجّهت إدارة ترامب رسالة واضحة مفادها أن أمريكا ستُحمّل إيران مسؤولية مباشرة عن أي هجمات على الأمريكيين، حتى لو نفذها وكلاء - قدّمت واشنطن استعراضًا للقوة لدعم تلك التهديدات - بما يوفر وضوحًا يقلل من احتمالات الخطأ في التقدير من جانب القادة الإيرانيين.

ويواصل تيسين: العقوبات تسبب ألمًا كبيرًا لطهران، لكن إذا كان الهدف هو دحر التوسع الإيراني، فإن العقوبات وحدها لا تكفي، يجب علينا أيضًا أن نواجه إيران بقوة في جميع أنحاء المنطقة، وأن نعزز حلفاءنا الذين يلحقون الهزائم بإيران في المسارح الحرجة، كما فعل الرئيس رونالد ريغان للسوفييت، وختم: إن التراجع الكبير للقوات الأمريكية في سوريا لا يتوافق مع نهج أقصى ضغط.

» مباراة شطرنج

وتحت عنوان «أمريكا تتفوق على إيران في مباراة شطرنج إقليمية»، قال موقع «ناشيونال ريفيو»: إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تمكنت من إجبار الإيرانيين على اتخاذ موقف دفاعي.وتابع: على أرض الواقع، يبدو الشرق الأوسط أشبه بلعبة الشطرنج، تسعى خلالها إيران إلى فك رموز ما تقوم به إدارة ترامب.

وأردف الموقع يقول: في لعبة الذكاء المعقدة التي تلعبها إدارة ترامب والنظام الإيراني، تفضّل إيران التهديد بلغة خطابية مع إستراتيجية دقيقة لتوسيع نفوذها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، بينما هي تعرف أن أي معركة حقيقية مع القوات الأمريكية ستؤدي إلى هزيمتها. وأضاف: لا يمكن لطهران أن تخاطر بالانتقام الجماعي ضد حلفائها أو النظام في الداخل خشية أن يؤدي ذلك إلى عدم الاستقرار وتدمير كل ما راكمته بعناية في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أنها تعاني من آثار الفيضانات الأخيرة على مستوى البلاد، ومن نقص الموارد بسبب العقوبات، لذلك لا يمكنها تحمّل حرب شاملة. ويتابع «ناشيونال ريفيو» بالقول: استفادت إيران من نظام تحالفاتها الغامض وقدرتها على تهديد القوى الغربية ومهاجمة القوات الأمريكية عبر الوكلاء، بل وحتى أسر بحارة أمريكيين، دون خوف من الانتقام، لقد علمت طهران في الماضي أن الولايات المتحدة تفضل الدبلوماسية، لكن يبدو أن الإدارة الحالية أنذرت طهران.

وختم قائلًا: اكتسبت الولايات المتحدة اليد العليا في تصعيدها الأخير ضد إيران من خلال استخدامها لعبة التهديد التي اعتادت طهران القيام بها، إذن إذا أرادت واشنطن الاستمرار في إبقاء الملالي تحت السيطرة، فعليها مواصلة الضغط.