أكابر الأحمدي - جدة

دعو إلى تأسيس مراكز وأكاديميات لتحويل المواهب لمشاريع احترافية

أصبحت برامج «ستاند اب» كوميدي تعتمد على الارتجال أكثر منه على العلم والمنطق والعرف مما سهل تجاوز الخطوط الحمراء والإساءة والإسفاف، هذا ما أكده مقطع كوميدي قدمه «ستاند اب كوميدي» أثار موجة غضب عارمة في وسائل التواصل الاجتماعي، ساخرا من الجنود الأبطال الذي فقدوا بعض أطرافهم في ميدان الشرف على الحدود، وهو ما يكشف قلة الوعي وعدم الإدراك لخطورة الطرح، «اليوم» بدورها استطلعت رأي عدد من المثقفين حول الموضوع ومدى تأثيره ونتائجه على المجتمع بشكل عام والمعنيين بها بشكل خاص. التقاط اللحظة بداية قال رئيس قسم الإعلام بجامعة الملك فيصل د.سامي الجمعان: إن الـ«استاند اب» كوميدي فن قديم جديد، يتكئ على فن التقاط اللحظة التواصلية، وخطورة هذا النوع من الفن يتطلب أمورا ثلاثة يجب توفرها لدى المؤدي، وأولها تحقيق المتعة، وقدرته على أن يكون رقيبا على ذاته وخطابه، وأن تكون له كريزما مقبولة لدى المتلقي، ومع هذا الانفتاح الذي نعيشه ومع توفر منصات إبداعية عديدة للشباب وجد كل من لا مهنة له في هذا الفن طريقا سهلا للشهرة، وأصبح المهم هو الشهرة حتى وإن كان الثمن على حساب المبادئ والخلق والقيم كالذي رأيناه يسيء إلى جنودنا بالجبهة. منابر خطيرة وتابع الجمعان: فن الـ«استاند اب» كوميدي لا علاقة له بمظلة رسمية كما يقول البعض، وأن كان له من دور هو توفير الفعاليات التي تقام فقط، أما النص والعبارات والمضامين مسؤولية المؤدي، وبالتالي فالموهبة أو الكاريزما لوحدها لا يمكنها أن تكون طوق نجاة إذا لم يكن لديه حس رقابي يميز بين الغث والسمين، المقبول وغير المقبول، المسيء وغير المسيء، لافتا إلى أن تلك المنابر خطيرة جدا، وينبغي أن يصعد عليها من كان مختبرا ومقدما فكرته بتفاصيل الطرح. القيم الوطنية وأوضح مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة محمد آل صبيح أن الجمعية ليس لها صله بما قدم في الـ«استاند اب» كوميدي، وبالنسبة لبرامج «ستاند اب كوميدي» فهي تابعة لشركة خاصة وليس للجمعية صلة بها، وكانت في الفترة السابقة تقدم عروضها في جمعية الثقافة والفنون وتم إيقاف عروضهم، حيث إن الجمعية حريصة على تقديم عروض ترتقي بمشهدنا الثقافي وترتقي بالمجتمع وتسهم في إحداث حراك ثقافي وفني راق، بلا شك نشر ثقافة الفرح والبهجة مطلب ولكن يجب ألا يخرج عن إطار القيم والعادات التي نعتز ونفتخر بها وجميع التجاوزات مرفوضة. معاهد متخصصة وقال الشاعر أحمد الحربي: هناك فرق كبير بين الكوميديا من أجل التسلية والكوميديا الأدبية التي تقدم رسالة هادفة، فالكوميديا ليست ملهاة فقط بل هي من الفنون الراقية التي تمتع الجمهور وتشعرهم بالسعادة دون تجريح ولا إسفاف، وعندما يتعاطى الشباب هذا الفن فهم بحاجة إلى معاهد متخصصة لتعطيهم جرعات علمية يستفيد منها الفنان عندما يطرح أفكاره بقالب فكاهي كوميدي، فالكاتب المسرحي يقدم لوحات مكتوبة لكن الفنان الكوميدي هو الذي يوصلها للجمهور وعليه يقع عبء الرسالة فيجب على الجهات المعنية كجمعية الثقافة والفنون أن تحتوي حماس الشباب، وتستفيد من قدراتهم وتوجههم الوجهة السليمة التي من خلالها يستطيعون تقديم مشاهد ممتعة وراقية وهادفة. مشاريع احترافية وأكد الشاعر عبدالله بيلا أهمية تبني المواهب حتى تتحول إلى مشاريع احترافية، وتقديم المحتوى الكوميدي الهادف بشكل عام، وينبغي بالإعلام الحكومي وأذرعه الخاصة أن يؤسسا لمشاريع إعلامية كوميدية تتبنى المواهب الحقيقة وتساعدها على البروز والوصول لكل شرائح المجتمع بعد صقل هذه التجارب وتأسيس المراكز والأكاديميات التي يمكن عن طريقها أن تتحول هذه المواهب إلى مشاريع احترافية مميزة تنهض بالوعي العام، وتدرك أن الكوميديا ليست ضحكا ساذجا وحسب، ولكنها رسالة تحتاج إلى دراسة ومعرفة، وأن حرية المبدع لا بد وأن لا تكون حرية منفلتة، فثمة حد بين الإساءة وحرية التعبير. مساءلة قانونية وأشار المحامي خالد سامي أن من حق كل شخص أو مسؤول رفع قضايا في المحاكم ضد هؤلاء المسيئين سواء كان ذلك في مقطع فيديو أو ما يطرح عبر حسابات شبكات التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أن استشراء ظاهرة التهكم والسخرية والازدراء تندرج تحت المادة السادسة في نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية والتي تعرض صاحبها للمساءلة القانونية، الذي يصل إلى حد السجن والغرامة، وتتفاوت العقوبات، حسب تقدير السلطة القضائية لحجم الضرر وتأثيره، وبالنسبة للمقطع الذي عرض والذي يحمل فيه إساءة لجنودنا المرابطين، فالجهة المنظمة هي من تتحمل المسوؤلية وكذلك الفاعل.