مشعل القحطاني

سؤال يتبادر كثيرا إلى الأذهان حين نشاهد ذلك المشهد المبهج الذي يتكرر كل عام في شهر رمضان المبارك للشباب الذي آثروا تسخير أجزاء كبيرة من وقتهم وجهدهم في الأعمال التطوعية ألا وهو: ما الذي يدفع الشباب المتطوعين إلى ترك منازلهم وأسرهم طواعيةً دون إجبارٍ من أحد وتقديم أعمال جليلة في شهر البذل والعطاء؟ الجواب ببساطة كونهم يريدون أن يمدوا يد العون والمساعدة للآخرين خاصة المحتاجين، ويجب التأكيد أن هؤلاء الشباب لا يبتغون من وراء هذه الأعمال جزاء ولا شكورا..

لا شك أن حب الخير والبذل والعطاء سمة يشترك فيها أغلبنا، لكن الفرق في من يستطيع مجاهدة نفسه ومزاحمة وقته لنيل هذا الفضل، شاهدت بنفسي مشاعر الـفخر والاعتزاز التي بدت جليا في نظرات الجميع لهؤلاء الشباب سواء في مخيمات الإفطار أو خلال توزيع وجبات الإفطار عند الإشارات ومساعدة الأسر المحتاجة في هذا الشهر الفضيل، فهذا ما هو إلا دليل واضح على تغيير الصورة الذهنية للتطوع في المجتمع، بالفعل إنهم نماذج مشرفة لأبناء الوطن.

التطوع لعمل الخير له آثار جميلة على الفرد والمجتمع من خلال عدة أمور، ومنها زيادة الترابط والتماسك الاجتماعي في المجتمع وتساهم في تنمية وتطوير المجتمع والشعور بالواجب الوطني وكذلك المسؤولية المجتمعية تجاه المجتمع والناس.

لكن من الضرورة التركيز على تطوير التطوع وتحويله إلى مشروع «حوكمة التطوع» لاسيما أنها من روافد رؤية المملكة 2030 من خلال زيادة عدد المتطوعين إلى مليون متطوع لصناعة رأس مال بشري يعزز جوانب العلم والمعرفة والإتقان وقادر على تحمل الأمانة.

اعتماد «حوكمة التطوع» أحد مسرعات العمل الاجتماعي من خلال إنشاء «أكاديمية التطوع» وتكون حاضنة أكاديمية متخصصة في العمل التطوعي في كل مناطق المملكة تحت مظلة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ومنصة لاستثمار الطاقات والخبرات لكافة شرائح المجتمع وفق احتياجات القطاعات المختلفة لإبراز الطاقات التطوعية في المجتمع، وإعادة توجيهها عبر برامج مبتكرة، وقيادات محترفة في العمل التطوعي، وكذلك التنظيم والتنسيق مع كافة المؤسسات الحكومية والخيرية والخاصة والأهلية.