وجدان بنت محمد الفرج

تلعب تقنيات التعليم دورا مهما في نجاح الخطط التعليمية، وضمان تحقيق أهدافها، وإحداث تأثيرات عميقة لدى المتعلمين، كما أن التقنية الحديثة محل اهتمام الجيل المعاصر، وموضع ثقته، ومن خلالها يمكن الوصول إلى بنائه، وتحقيق الغايات التعليمية.

وتأتي برامج دمج التقنية بالتعليم في هذا السياق؛ لكونها تربط ما بين المحتوى التعليمي والوسيلة المحببة للطلبة، لكي ينهلوا من منتج تعليمي، اكتسى برداء التقنية.

وفي هذا المقال، ألقي الضوء على واحدة من طرائق التفاعل التعليمي التقني.

هذه الطريقة التعليمية تتخذ من علمي الفيزياء والحاسب الآلي جسرين مشتركين، ليكونا قناة تعليمية، تتجه بنا إلى ضفة واحدة.

وتطل (الحوسبة الفيزيائية بتقنية المايكروبيت) من شرفة هذه المقاربة التعليمية التفاعلية، وتعمل على عبور المتعلمين إلى شاطئ الفهم والاستيعاب.

ومع بلوغ العلوم مستويات متقدمة، برزت مسميات علمية حديثة، بعضها مستجد، وبعضها الآخر منبثق عن تسميات علمية أخرى، وبعضها الثالث فرضته معادلة الموجات المتتابعة من الاكتشافات والاختراعات والابتكارات، التي شهدناها خلال ثلاثة عقود خلت.

وللولوج في واحد منها، نحن بحاجة إلى مسبار تعريفي دقيق، كي يقف القارئ على ماهيتها، والغايات المرجوة منها، وهو الأمر الذي ينطبق على (الحوسبة الفيزيائية بتقنية المايكروبيت)، التي سأعمل على تجزئتها إلى جزءين، الأول (الحوسبة الفيزيائية) أو (الحوسبة المادية) وهي طريقة تستهدف التعلم من خلال التواصل والتفاعل عبر أجهزة الحاسب الآلي المبرمجة مسبقا.

فحين نمر من بوابة المطار لتفتح ذراعيها تلقائيا، فذلك يعني أن هناك مستشعرا لمرورنا، تلقى أمرا بفتح البوابة أمامنا.

وحين نحاول ركن سياراتنا لتكون في مدى دون المتر الواحد قرب الرصيف الخلفي، فإن جهاز التنبيه سيكون راصدا لنا، أي توافر جهاز استشعار حساس للمسافة، ليعطي أمرا بالتنبيه.

ونجد مصابيح الإنارة في الطرقات العامة، تتفاعل مع حلول الظلام إضاءة، ومع ضوء النهار إدلاجا، فهذا يعني أن مستشعرا حساسا للضوء، يعمل على تنفيذ برمجة الإنارة والإطفاء.

وعندما نمعن النظر في إشارات المرور الضوئية، فإننا نجدها - دائما - تتبادل الألوان، كل لون يكشف عن دور مروري للمركبات، وهو ما يوضح تنفيذها أوامر مبرمجة مسبقا.

كل هذه الأنظمة تعني أنها تحتوي على حاسوبيات دقيقة مبرمجة، كما تشتمل على أجهزة حساسة - مستشعرات - لتعمل بدورها وتعالج المعطيات، وإصدار الأوامر بموجبها، عقب استشعار الحساسات لتفاعل البشر من حولها.

إذا، تتقن أنظمة الحوسبة الفيزيائية تنفيذ ما يريده البشر منها. ورغم انتشار هذه التقنيات خلال العقود القليلة المنصرمة، إلا أنها تتطلب مختصين للتعامل مع هذه التقنيات المعقدة، لتطوير هذه الأنظمة، ورفع كفاءتها إلى أن ظهرت تقنية (المايكروبيت) التي سهلت تصميم هذه الأنظمة التي تعمل وفق آليات برمجية.