محمد حمد الصويغ

من الأنشطة البارزة التي يتم تطبيقها بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام نشاط يتعلق بإنفاذ برنامج تبادل المتبرعين وقد استفاد منه العديد من المرضى المصابين بمرض الفشل الكلوي، وقد طرحت ورقة بحثية هامة بملتقى المنطقة السنوي الثالث لأمراض وزراعة الكلى بمشاركة نخبة من الأطباء والاستشاريين من مستشفيات «جونز هوبكنر» والدمام المركزي، ومن المعروف أن المملكة تعتبر من أعلى الدول إصابة بمرض السكري وهو في مقدمة الأمراض التي تؤدي غالبا للإصابة بالفشل الكلوي، وقد ارتفعت نسبة الإصابة في السنوات الأخيرة بهذا المرض الذي أدى للتفكير جديا بإحداث برنامج تبادل المتبرعين كوسيلة ناجعة من أهم وسائل العلاج.
ولا شك أن الأساليب الوقائية تعد من أهم الطرائق المأمونة لتجنب الإصابة بمرض الفشل الكلوي الذي تزايدت نسبة الإصابة به بالمملكة في السنوات القليلة المنفرطة، وقد انتهجت وزارة الصحة مؤخرا أساليب جيدة لتثقيف وتوعية المجتمع السعودي لتجنب الإصابة بهذا المرض، فصحة الفرد والعناية بغذائه الصحي واتباع الإرشادات الصحية كفيلة كلها بالوقاية من الإصابة بالأمراض المزمنة ومن بينها مرض الفشل الكلوي، والوقاية دائما خير من العلاج.

ورغم أن نسبة تحسن وتقبل الجسم بعد زراعة الكلى عالية جدا إلا أن من الضرورة بمكان استمرارية العلاجات المثبطة للمناعة، وهي علاجات لا بد أن يلتزم بها المريض الذي أجريت له الزراعة، ويجب عليه أن لا يتركها أو يتساهل في عدم الالتزام بها، ذلك أن الجسم في حالة ترك العلاجات بعد الزرع قد يرفض الكلية المزروعة بعد سنوات، وهو أمر يقتضي بالضرورة الالتزام بالعلاجات المعطاة للمريض بعد الزرع.

ويسعى مركز زراعة الأعضاء بتخصصي الدمام لتقديم أفضل الرعاية لمرضى الفشل الكلوي وزراعة الكلى إلا أن توعية المريض بأهمية الالتزام باستمرارية المعالجة بعد الزرع تبدو مهمة للغاية، وهذا ما يسعى المركز لتطبيقه على أرض الواقع كأسلوب مرادف للرعاية الممنوحة للمرضى التي تزامنت مع سلسلة من اللقاءات الطبية السنوية التي تناقش عادة مختلف جوانب أمراض زراعة الكلى.

وليس بخاف أن تلك اللقاءات المنتظمة تتيح الفرص السانحة لتبادل المعلومات والتجارب والخبرات وتحسين التواصل المهني، وتلك الفرص تساهم بفعالية في رفع مستويات الخدمات المزجاة لشرائح من المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي، وتبدو أهمية تلك اللقاءات من اتخاذ الخطوات المستمرة لاستقطاب أكبر عدد ممكن من أطباء الكلى لتدارس كافة المستجدات الطارئة وطرح وسائل التواصل مع أقسام المستشفيات ذات العلاقة بتقديم خدمات زرع الكلى للمرضى.

وأخلص في نهاية هذه العجالة إلى الإشادة ببرنامج تبادل المتبرعين الذي يعد في حقيقة الأمر نقلة نوعية هامة في مجال زراعة الكلى، وهو برنامج حيوي تهتم تلك اللقاءات السنوية بين الأطباء المختصين لاستمراره لاسيما أن العشرات من حالات الفشل الكلوي استفادت من هذا البرنامج فلا بد في هذه الحالة من دعمه وتشجيع عمليات التبرع لمساعدة مرضى كثيرين بعضهم ما زال في قائمة الانتظار، فانتشار فكرة التبرع بعد الوفاة الدماغية لا بد أن تترافق مع توعية إعلامية مناسبة لإنجاح هذا البرنامج النوعي الهام