خالد الملحم

في ساحة الأعمال ونظم الإدارة يواجه أصحاب الأعمال والإداريين والمخططين الكثير من المشكلات والقضايا التي ترتبط بالأداء، سواء في الشركات أو المصانع أو حتى المؤسسات الخدمية، فالأداء الناجح هو المؤشر الحقيقي لإنتاج منتج أو خدمة صعبة التنافس، ولهذا يعد تقييم الأداء إحدى العمليات الأساسية التي تحتل اهتمام الكثيرين في مجال الأعمال والإدارة، وعندما نتحدث عن عملية تقييم الأداء في المنظمات فإننا نتحدث عن عملية مركبة ومعقدة تتطلب توفر العلم والخبرة والمهارة في القائمين عليها، وذلك لتعدد أدواتها ونظمها وآلياتها، وخاصة في ظل المتغيرات البيئية وزيادة حدة المنافسة العالمية وتطور التكنولوجيا ونظم الإدارة، مما أدى إلى بزوغ العديد من المتطلبات المعاصرة التي تحتم اتباع نظم قياس وتقييم الأداء الحديثة التي تضع في الحسبان رضا العملاء والقدرة على المنافسة وتحقيق الرضا الوظيفي للعاملين في كافة مستوياتهم الوظيفية، مع أهمية تقييم الأداء الإدارى والمالي، فتقييم الجوانب المالية فقط ليس كافيا بل يجب تقييم الجوانب الإدارية أيضا، لذا تعد بطاقة الأداء المتوازن إحدى الأدوات الإستراتيجية لمراقبة وتقويم الأداء، فهي تجمع بين مقاييس الأداء المالية والمقاييس الأخرى للأداء، كما أنها تتميز بمرونة تتبعها وإمكانية ربطها بإستراتيجية المنظمة التي تستخدمها، فهي أداة تسير وفق منهجية تستهدف قياس وتتبع الأداء في كافة إدارات المنظمة، لذا تعد بطاقة الأداء المتوازن أداة قياسية شاملة، وهى تقيس وتقيم الأداء في ضوء الأهداف الإستراتيجية للمنظمة، كما تتميز بطاقة الأداء المتوازن في الربط بين المعايير الفردية التي تقيسها والمعايير الأخرى، وهذه الطريقة تسهم في إيضاح الرؤية بصورة دقيقة عن الواقع المؤسسي في ضوء رؤية المنظمة وخطتها الإستراتيجية، حيث تقييم الأداء في إطار ما تتوقعه الخطط المستقبلية والأهداف الإستراتيجية للمنظمة، وفي ذات السياق يتم رصد الأطراف ذات الاهتمام وآراء العملاء والوضع المالي ومستويات الأداء الإدارى داخل المنظمة، وتركز أيضا على العلاقة بين المنظمة والبيئة، وكذلك رصد مستويات الأداء في الأجل القريب والبعيد، وهنا نشير إلى أن عملية التقييم والقياس تسير وفقا لمجموعة من الخطوات الهامة وأولها الوقوف بدقة على خطة المنظمة وأهدافها الإستراتيجية مع رصد دقيق للميزانية وإمكانية توفير الموازنة المتوافقة مع تلك الأهداف، وضرورة توفير فريق للتقييم ذوي الخبرة والمهارة، كذلك نؤكد على أهمية تقدير الإدارة العليا لأهمية إجراء عملية القياس والتقييم، وتوفير آليات المتابعة بصفة مستمرة، ولذا نشير هنا إلى أهمية الاستعانة ببطاقة الأداء المتوازن التي من شأنها تقييم كافة أنواع الأداء داخل المنظمات، وذلك للاطمئنان على سير العمليات داخل المنظمة في إطار التوجه الإستراتيجي العام للمنظمة وتحقيق رؤيتها وأهدافها الطموحة، كما أن تلك البطاقة تمنح الفرصة لمتابعة المتغيرات البيئية المحيطة بالعمل ومدى تأثيرها على تحقيق أهداف المنظمة وعرقلتها، ولهذا نجد أن الكثير من المنظمات والشركات والمؤسسات على المستوى العالمي تعتمد على بطاقة الأداء المتوازن في رصد وتقييم خط سير العمليات الإدارية والمالية كآلية شاملة ذات عوائد إيجابية لاستثمار عملية التقويم المؤسسي.

mulhemm.ab@hotmail.com