كلمة اليوم

كلمة اليوم

سائر دول العالم المحبة للحرية والأمن والاستقرار تدعو في كل محفل لأهمية نزع الأسلحة النووية من كل أرض، والركون إلى أعراف الأمم المتحدة المنادية بنشر الأمن والسلم الدوليين في كل مكان من المعمورة، حتى يتسنى لكل الشعوب صناعة مستقبلها الأفضل وتحقيق طموحات أبنائها، بعيدا عن شبح الحروب النووية وويلاتها، وقد ذاقت المجتمعات البشرية الأمرين من استخدام أسلحة الدمار الشامل من قبل بعض الدول أثناء الحربين الكونيتين، وقرر المجتمع الدولي بعدهما، بمحض إرادته وحريته، الدعوة إلى نزع تلك الأسلحة الفتاكة، لتنعم البشرية بالطمأنينة والأمن والأمان وتنشر في ربوعها مناخات السلام المنشودة كما جاء في توصيات وقرارات ومواثيق الأمم المتحدة التي ما زالت تناشد كافة دول العالم بالابتعاد عن تطوير وتحديث أسلحتها النووية والتخلص منها.

هذا التوجه الحميد من قبل كافة دول العالم ومن المؤسسات والهيئات الدولية يلاقي عدم قبول من بعض الدول التي ما زالت تحتفظ بترسانة أسلحتها النووية لتهدد بها جيرانها ودول العالم كما هو الحال مع كوريا الشمالية التي أطلقت مقذوفا نوويا غير محدد من منطقة غربي البلاد وهو الإطلاق الثاني من نوعه خلال الأيام القليلة المنفرطة ليضاف هذا التصرف إلى ممارسات سابقة تحاول تلك الدولة أن تثبت من خلالها استمرارية تصميمها على الاحتفاظ بتلك الأسلحة المحرمة دوليا وتصميمها على استخدامها ضد جيرانها ودول العالم، والتصميمان معا يشكلان خطرا فادحا على أمن شعوب الأرض وسلامتها.

والتصرف الكوري الشمالي الذي يعد من أفدح الأخطار على الأمن والسلم الدوليين يعمق الأزمة بشكل فادح بعد الوصول في أعقاب المحادثات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية إلى طريق مسدود حال دون التمكن من التخلص من ترسانة بيونغيانغ النووية وهي أخطر ترسانات يمكن أن تهدد بها كوريا الشمالية سائر الدول والشعوب، وقد جاء إطلاق المقذوف النووي مدار البحث بعد ساعات من وصف كوريا الشمالية عبر وسائل إعلامها أن إطلاق المقذوفة والصواريخ الباليستية قصيرة المدى هي مجرد تدريبات عسكرية منتظمة ودفاعية.

والتبرير بتفاصيله وجزئياته غير منطقي ولا يتوافق مع نداءات الأمم المتحدة وكافة شعوب العالم بأهمية التخلص من تلك الترسانة النووية، فالتجارب التي أجرتها كوريا الشمالية قد تساعد الكثير من الدول على امتلاك تلك الأسلحة التدميرية لتهدد بها الأمن والسلم الدوليين من جانب وتنشر مساحات من القلق وعدم الاستقرار في كثير من الأمصار والأقطار من جانب آخر كما هو الحال مع النظام الإيراني الدموي الذي ما زال يصر على تطوير سلاحه النووي وتزويد أذنابه في اليمن وسوريا والعراق وجنوب لبنان بالصواريخ الباليستية ليفجروا بها الأوضاع في المنطقة ويضعوها على صفيح ساخن.