إسلام فرج، الوكالات- القاهرة، واشنطن

الريال الإيراني يهبط لأقل سعر في ظل تصاعد التوتر مع واشنطن

قالت مواقع صرف أجنبية: إن الريال الإيراني واصل تراجعه أمس الثلاثاء، ليحوم حول أدنى مستوياته في سبعة أشهر مقابل الدولار الأمريكي، مع تصاعد التوترات وقول واشنطن: إنها سترسل حاملة طائرة وقاذفات إلى المنطقة.

وأبرزت صحف العالم، من بينها «فينانشال تايمز» البريطانية إعلان الولايات المتحدة عزمها إرسال حاملة طائرات وقوة من القاذفات إلى الشرق الأوسط، معتبرة أنه استعراض للعضلات يزيد الضغط على إيران.

» رسالة واضحة

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى تصريح وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو عقب الإعلان، والذي قال فيه: إن إيران ستتحمل مسؤولية الهجمات على المصالح الأمريكية.

وبحسب الصحيفة، يأتي تعليقه في أعقاب تصريحات يوم الأحد من مستشار الأمن القومي جون بولتون، الذي قال: إن النشر سيبعث برسالة واضحة إلى النظام الإيراني بأن أي هجوم على المصالح الأمريكية سيواجه قوة لا هوادة فيها.

ومضت الصحيفة تقول: على الرغم من أنه لم يكن من الواضح أين سيتم إرسال الحاملة - يو إس إس أبراهام لنكولن كارير سترايك جروب وقاذفات القنابل - على وجه التحديد، إلا أنه سيتم إرسالها إلى المنطقة التي تسيطر عليها القيادة المركزية الأمريكية، المسؤولة عن العمليات العسكرية للبلاد في مصر والشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

» حبل مشدود

وتابعت الصحيفة البريطانية: «تأتي عملية النشر هذه في الوقت الذي تصعد فيه الولايات المتحدة الضغط على طهران.

في الأسابيع الأخيرة، حاولت واشنطن خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر من خلال إنهاء جميع الإعفاءات من العقوبات على الدول المستوردة للنفط الخام».

وأردفت: «كما يأتي ذلك بعد أسابيع من تصنيف واشنطن للحرس الثوري الإيراني بأنه منظمة إرهابية، هذه هي المرة الأولى التي تصنف فيها الولايات المتحدة رسميًا جزءًا من حكومة بلد آخر بأنه إرهابي».

» صقور واشنطن

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي كبير في طهران، قوله: «لا شك أن كلا من طهران وواشنطن مصممتان على تجنب الصراع، لكنّ الجانبين قلقان حيال اندلاع حرب غير مقصودة».

ولفتت «فينانشال تايمز» إلى أن طهران تسير على حبل مشدود بين التعهد بعدم التراجع عن سياساتها الإقليمية والدفاعية المثيرة للجدل وتجنب استفزاز الصقور في الإدارة الأمريكية، مثل جون بولتون الذي تشتبه إيران في أنه يسعى إلى مواجهة عسكرية.

» فرصة مغرية

ونقلت الصحيفة عن إميل حكيم، وهو زميل بارز لشؤون الأمن في الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية قوله: «هذا الوعيد والتهديد الصاخب جزء من دورة تصعيد، ربما تتجه حاملة الطائرات ومجموعة القاذفات إلى منطقة الخليج كجزء من نشر بحري عادي، لكن الفرصة مغرية للبيت الأبيض المتشدد بشكل قوي لدرجة أنه لا يمكن مقاومتها».

واستطرد حكيم: «الأمر في حد ذاته لا يثبت نية إثارة صراع، لكن بولتون، كونه بولتون، لا يريد أن يكون أكثر دقة ويحب أن يشارك في استعراض العضلات، الخطر الحقيقي الآن (كما كان من قبل) يظل التصعيد بشكل غير مقصود».

» ضغط متواصل

وأشار تقرير الصحيفة البريطانية إلى أن «الضغط الأمريكي ازداد على إيران منذ انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، الذي أبرم في عهد أوباما، في مايو 2018 وانتقل إلى إعادة فرض العقوبات».

ويحث السياسيون الإيرانيون المتشددون حكومة روحاني على إظهار القوة الإيرانية من خلال الرد على الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي لعام 2015 بنفس الطريقة. ومن المحتمل أن يظل قرار الانسحاب من الاتفاق خيارًا إذا خرجت التوترات بين إيران والولايات المتحدة عن السيطرة.