محمد حمد الصويغ

تثبت المرأة السعودية باستمرار بفضل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله- أنها جديرة بهذا الدعم، وجديرة بتحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقها لتشارك الرجل في هذا الوطن المعطاء في النهوض بالعمليات التنموية المختلفة، وصور هذا الإثبات متعددة ولا يمكن حصرها في هذه العجالة اخترت منها ما بذلته الدكتورة فاطمة الحربي المتخصصة في علوم الحاسب الآلي وأمن المعلومات والشبكات من جهود مضنية اكتشفت من خلالها الثغرات الأمنية بأنظمة التكنولوجيا العالمية، وهو اكتشاف نال إعجاب المتخصصين في تلك العلوم لاسيما المسؤولين بشركة «أبل» العالمية التي كرمت المكتشفة السعودية واعتبرت ما قامت به إنجازا مدهشا وهائلا.

هذا الإعجاب الشديد من تلك الشركة العالمية العملاقة هو شرف عظيم نالته الحربي بفضل اجتهادها ومثابرتها وبحوثها الدقيقة، وقد عرضت عليها عدة شركات في الخارج في مجال تخصصها وظائف كبرى، ولكنها رفضت تلك العروض وفضلت العمل داخل وطنها، وهي مشغولة في الوقت الحاضر بدراسة أبحاث علمية ذات مستويات عالية في مجال علوم الحاسب الآلي سوف تطلقها في القريب العاجل ليستفيد مجتمعها السعودي وتستفيد كافة المجتمعات منها، لاسيما أن تلك العلوم في جملتها تشهد سلسلة من التطورات والتحديثات المتسارعة.

هو إنجاز علمي باهر تحققه المرأة السعودية يضاف إلى إنجازات متعاقبة أخرى حققتها في مجالات علمية عديدة، وفكرة اكتشاف الحربي جاءت نتيجة بحثها عن فكرة جديدة ومتطورة لأطروحة التخرج، وتقوم هذه الفكرة في مجال الأمن «السيبراني» على التوصل لاختراق بروتوكول ما اصطلح على تسميته علميا «دي. ان. اس» ولكن على أجهزة المستخدمين مباشرة، وقد كان الاقتصار في البداية على عمليات اختراق أنظمة «لينوكس»، غيرأن النجاح حالف الحربي باكتشاف ثغرات أمنية بنظام ما يسمى «ابنتو».

هذا الاكتشاف استوقف الحربي فعثرت على ثغرات جديدة ومشابهة لكل من أنظمة «المايكروسوفت» وأنظمة «أبل» فتوصلت إلى سدها، وتنصح هذه المكتشفة السعودية بأهمية العناية بمسألة «الخصوصية» في عالم الشبكة العنكبوتية الواسع، فالمستخدم لجهاز حاسوبه هو المالك الوحيد وبالتالي فإنه الوحيد الذي باستطاعته إدخال البيانات التي يريد إدخالها، فيفترض كما تؤكد الحربي أن يحتفظ المستخدم بكل معلوماته بطريقة سرية حتى لا يتمكن أي شخص من اختراقها والاستفادة منها بأي شكل من الأشكال.

وإن لم يحتفظ المستخدم بسرية معلوماته التي أدخلها في جهازه فإنها ستغدو مباحة لأي شخص يتمكن من الحصول عليها والاستفادة منها، وأعود الى اكتشاف الثغرات الأمنية التي توصلت اليها الحربي بأنظمة التكنولوجيا العالمية فأزعم أنها خطوة مباركة وحيوية سوف تستفيد من إيجابياتها العديدة الأجيال الحاضرة المهتمة باستخدام الحواسيب الإلكترونية والأجيال القادمة التي سوف تستفيد من إيجابيات تلك الخطوة التي أضافت جديدا إلى أنظمة أمن المعلومات والشبكات الإلكترونية.

هذه الإضافة الجديدة تذكر حسناتها للمكتشفة الحربي وتشكر عليها، وتلك الخطوة تمثل إنجازا هاما يدل دلالة واضحة على مدى ما وصلت إليه المرأة السعودية من تفوق مشهود في مختلف ميادين ومجالات المعرفة بما فيها مجالات الحاسب الآلي وتخصصاته المختلفة وعلى رأسها ما يتعلق بأمن المعلومات والشبكات، وهو تفوق تتكرر صوره وأشكاله وأهدافه المتعددة في كل مجال علمي تمارسه وتحقق فيه الكثير من النجاحات المشهودة لتشارك الرجل في مختلف عمليات التنمية، وقد نجحت في كل مشاركاتها بطريقة مبهرة تستحق بموجبها التشجيع والإشادة.