اليوم - الخرطوم

ما زال الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير يعاني حالة نفسية سيئة في محبسه بـ«كوبر»، مرددا ثلاث كلمات «مؤامرة وخيانة وغدر»، وفقا لتسريبات من مصادر أمنية موثوقة.

» كلمات المخلوع

وقالت المصادر لـ «اليوم»: إن الرئيس المخلوع لم يستوعب حتى الآن ما حدث لنظامه، الذي صمد ثلاثين عاما في مواجهة كل الضغوط الداخلية والحصار الخارجي، لافتة إلى أنه ظل يردد ثلاث كلمات داخل سجن «كوبر»، وهي: «المؤامرة والخيانة والغدر».

ونقل البشير إلى سجن كوبر بعد أيام على عزله في 11 أبريل المنصرم، على وقع احتجاجات شعبية متواصلة منذ 19 ديسمبر 2018، فيما شكل الجيش مجلسا عسكريا انتقاليا وحدد مدة حكمه بعامين، وسط محاولات للتوصل إلى تفاهم مع «قوى إعلان الحرية والتغيير» بشأن إدارة المرحلة المقبلة.

وبدأ النائب العام باستجواب المخلوع في قضايا «تمويل الإرهاب» وغسيل أموال وحيازة مبالغ ضخمة من العملة الأجنبية دون أساس قانوني، حيث جرى العثور على ملايين الدولارات بمنزله بقصر الضيافة ومكتبه في القصر الرئاسي.

من جانب آخر، كشف نائب مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق وعضو المجلس العسكري المستقيل، أنه مَنْ قاد الانقلاب على المخلوع.

» «العسكري» يدرس

إلى ذلك، من المقرر أن يجتمع المجلس العسكري الانتقالي؛ لدراسة الوثيقة الدستورية من قوى الحرية والتغيير والمقترح المقدم من لجنة الوساطة بشأن مجلسين «سيادي وأمني».

ووفقا لما تطرقت له «اليوم» بحسب مصادرها، اقترحت لجنة الوساطة تشكيل مجلس للسيادة رمزي بأغلبية مدنية، يقوم بمقام رأس الدولة وبمهام غير تنفيذية، ومجلس آخر للأمن الوطني يختص بقضايا الأمن والدفاع والملفات العسكرية، تكون الأغلبية فيه للعسكريين.

وأبرز أعضاء الوساطة، الخبير الإعلامي محجوب محمد صالح، ورجل الأعمال أسامة داوود، وشخصيات أخرى.

وتسلم «العسكري» من القوى «وثيقة دستورية»، قالت: إنها تشكل رؤية متكاملة حول صلاحيات ومهام المؤسسات خلال الفترة الانتقالية، لافتة إلى أنها في انتظار رد المجلس العسكري لتحدد على ضوئها ملامح المرحلة المقبلة.

» أسرار جديدة

وفي تسجيل فيديو أمام جمع من الحضور؛ اطلعت عليه «اليوم»، لفت الفريق أول جلال الدين الشيخ، إلى أنه التقى وزير الدفاع ورئيس جهاز الأمن، وطالبهما بضرورة تنحي البشير، مقسما في القول: أقسم بالله العظيم «أنا الذي قدت التغيير ده»، مضيفا: مشيت لوزير الدفاع ومشيت قبلها لصلاح - يقصد قوش -، وقلت لهم «ما ممكن نحن في سبيل عشرين أو ثلاثين راجل أو حكومة نخسر ملايين، الرئيس دا يتنحى، يتنحى الليلة بالحسنى، بالرجالة يتنحى، حقنا للدماء».

وبحسب التسجيل المؤكد، تابع الفريق أول جلال: عندما أصروا علي أن أكون بالمجلس الانتقالي قلت لهم «بالله يا جماعة عليكم الله سيبونا كفانا، والمهمة دي تعدى بسلام»، فقالوا لي «لا»، وزاد: وبرهان دا رشحته أنا هو دفعتي، وقلت لابن عوف «أنت ياك قائدنا لكن كتر خيرك ما مقبول»، فقال لي «لازم أعلن الانقلاب، ثم اتنحى بعد ذاك للحفاظ على السيستيم - النظام - العسكري».