أنيسة الشريف مكي

رجاء لا تنسوهم فلا عذر يبرر التأخير في البحث عنهم. «يَحْسَبُهُمُ الْجَاهلُ أَغْنيَاءَ منَ التَّعَفُّف»

البحث والوصول إليهم مسؤولية اجتماعية وواجب ديني، ضغوط الحياة الكثيرة لا تعفي أحدا عن واجبه الديني والإنساني، فالبحث والسؤال عن أخيه المحتاج خاصة هذه الفئة.

لدينا ولله الحمد في هذا الوطن الكثير من المتسابقين في العمل الخيري والإنساني المميز كل بقدر استطاعته، فكم من معسر فرج الله عنه بفضله سبحانه، ثم بإسهام أهل الخير بقضاء دينه أو الإسهام في قضاء حاجته في سر لا يعلمه إلا الله.

هذا عند معرفة الفقير المحتاج فالكل يتسابق في تقديم المساعدة، لكن الذي قد نكون قصرنا فيه الاجتهاد أكثر في البحث عن أغنياء النفس الذين لا يسألون الناس إلحافا تحسبهم أغنياء من التعفف.

فمن أهم الروابط الإسلامية التي حث عليها المولى جل وعلا التكافل الاجتماعي بين الأغنياء والفقراء، وللتأكيد جعلت الزكاة ركنا من أركان الدين والصدقة في كل صورها عنوانا على صدق الإيمان، فليست منة يمتن الغني بها على الفقير، وإنما ركن من أركان الإسلام يجب أداؤه لتحقيق سعادة المجتمع واستقراره بجميع طبقاته وفئاته وشرائحه. ومسؤوليتنا كبيرة كمجتمع بالبحث عن المتعففين وسد حاجتهم. للعلم، هم موجودون بيننا ولا نعرفهم في مدننا وقرانا، هناك مناطق وبيئات فقيرة وشرائح من ذوي الدخل المحدود في المجتمع ليس من الصعب التعرف عليهم إذا تنوع بحثنا بشكل أكثر إيجابية بالاجتهادات والتقديرات الشخصية، واستخدام المعايير الخاصة والرؤى الفردية والاجتماعية بكل موضوعية سيتم الوصول إليهم.

أحيانا تكون هذه الفئة المتعففة من الأهل والأصدقاء أو الجيران وعزة أنفسهم تأبى عليهم السؤال، فتحسبهم أغنياء من التعفف يفضلون الصبر على الجوع والفقر ومعاناته على أن يمدوا أيديهم لغير الله سبحانه، يستحب أن تقدم المساعدة كهدية وصلة منعا للإحراج.

لا يزاحمون الناس في الجمعيات الخيرية، فالكثير منهم لا يملك ما يسد حاجته وأطفاله ويتعفف، لذا وجب البحث عنهم والتحري عن أحوالهم بكل الوسائل شرط عدم خدش كرامتهم.

مساعدات كثيرة تقدمها الجمعيات الخيرية تستفيد منها الفئات المستهدفة التي تتقدم بطلباتها، وقد تحصل على كل المساعدات التي تحتاجها أضعافا مضاعفة في الوقت الذي يتضور أطفال المتعففين جوعا!.

مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات التطوعية أيضا أرجو منها زيادة البحث في كل منطقة سكنية خاصة في هذا الشهر الكريم، ومع زيادة الأسعار والسباق المحموم في مضاعفة أسعار المواد الغذائية أتعجب!! كيف يواجه الفقير ارتفاع الأسعار والريال الواحد يشكل فارقا كبيرا لديه؟!!

ملاحظة..

لو أن كل عائلة مقتدرة تكفلت بالفقراء فيها لأنها أعرف الناس بأحوالهم، أقرباء وأرحام. إلخ، وكل مقتدر تكفل بجاره الفقير وأقرباء هذا الجار في المجتمع لتحقق التكافل الاجتماعي ‏بدون أي مجهود.