عبداللطيف الملحم

تم إنشاء مطار الأحساء قبل حوالي 70 عاما في موقع الآن هو مقر جامعة الملك فيصل. ومنذ انتقال المطار إلى موقع آخر يقع على طريق الرياض من جهة مدينة المبرز أصبح مطار الأحساء وبسبب تكرار الحديث عنه مثل قصة «ألف ليلة وليلة». إذ بعد عدة سنوات تم نقل المطار مرة أخرى إلى موقعه الحالي على طريق الهفوف- الرياض وتم بناء مرافق المطار بإمكانات قد كانت تفي بالغرض في تلك الفترة. ولكن، ومرة أخرى أصبح الحديث عن مطار الأحساء قصة تتكرر ولا يكاد يمضي شهر واحد إلا ونسمع أحاديث وقصصا عن المطار الذي تم افتتاحه في العام 1948م كمطار دولي. وكان من المطارات الدولية القليلة في المنطقة التي ترى فيها طائرات قادمة من جهات بعيدة رغم قلة الرحلات في تلك الفترة. وبقية القصة معروفة خاصة بعد افتتاح مطار الظهران الدولي في العام 1962م.

بالرغم من كثافة المسافرين من وإلى الأحساء، إلا أن موقع الأحساء الإستراتيجي الفريد وكذلك سفر عشرات الآلاف يوميا بواسطة القطار إلى الرياض والدمام وقرب الأحساء من كثير من مدن المملكة الرئيسة ومدن دول مجلس التعاون فقد أثر ذلك على بطء النظر بجدية إلى أهمية تطوير مطار دولي في الأحساء، تماشيا مع ما نراه من المطارات الأخرى في المملكة. وبالطبع هذا لا يمنع عمل مطار حديث جديد وبمبان حديثة وبحجم أكبر، مع زيادة في الرحلات الداخلية التي تربطها مثلا بالرياض وجدة والدمام، ويتم توقيت وصولها وإقلاعها مع جدول الرحلات الدولية والمحلية التي تقلع من مطار الرياض وجدة والدمام. وهذا أمر معمول به في كثير من المدن التي تقلع منها طائرات متجهة بنظام التوقف القصير قبل الاتجاه إلى وجهات دولية أو محلية. ولكن بيت القصيد يقول إنه وفي خطوة مبدئية ضرورية فلا بد من تطوير المطار بصورة كاملة ووضع عوامل جذب للمستثمر وزيادة عدد الرحلات الداخلية، ومثالا على ذلك باتجاه الدمام والرياض والقصيم وجدة والمدينة المنورة وأبها ونجران كنقاط وجهات مباشرة أو كمحطات ترانزيت سواء عن طريق الخطوط السعودية أو شركات الطيران الوطنية الأخرى. وإضافة لذلك من الضروري وجود جذب خطوط أخرى تنقل المسافر مباشرة إلى مدن رئيسة كبرى مثل القاهرة ودبي وأبو ظبي.