محمد العويس - الأحساء

يعتبر قصر محيرس في حي الراشدية داخل مدينة المبرز أحد أهم المعالم والأماكن التاريخية ذات القيمة الحضارية داخل محافظة الأحساء.وقال المؤرخ عبدالله حمد المطلق إن قصر محيرس من أهم المباني الشاهدة على فنون العمارة العريقة بالأحساء؛ وتم بناؤه من الطين مع إضافة مواد أولية إليه كالخيش والتبن، على يد الإمام سعود بن عبدالعزيز عام 1208هـ، وعمل كقلعة حربية صغيرة مكونة من مجموعة من الأبراج، وتوجد بها الكثير من الغرف، وأكد العديد من الباحثين والخبراء في علم الآثار أن القصر كانت له مكانة إستراتيجية مهمة جدا قديما.

» حراسة ومراقبة

وأوضح المطلق أن كلمة محيرس هي تصغير محرس التي تعني مكان الحراسة والمراقبة، لافتا إلى أن القصر يقع في وسط مدينة المبرز بمحافظة الأحساء، وهو قلعة صغيرة، مشيد على أعلى تلة جبلية في عام 1208هـ، ويقع في شمال شرقي المؤسسة العامة للري بشمال مدينة المبرز، وحاليا محاط بالمباني الجديدة داخل حي الأندلس المعروف بـ «الخرس» ؛ وتم بناء القصر في أعلى قمّة جبل ليتم استخدامه في العديد من الأغراض العسكرية، وكان القصر قديما عبارة عن قلعة حربية صغيرة تتكون من الكثير من الأبراج الدائرية التي توجد بها الكثير من الغرف، ويشرف القصر مباشرة على الطريق التجاري القديم المعروف بدرب الجودي.

» مربع الشكل

وأشار إلى أن القصر مكون من دورين، مربع الشكل أطواله 20 في 20 مترا، تم بناؤه بالحجارة والطين، وله سور خارجي مدعم ببرج وحيد أسطواني الشكل، يقع في الركن الجنوبي الشرقي منه، يفتح في جدار السور الجنوبي للقصر مدخل يؤدي إلى فناء صغير مكشوف تتوسطه بئر ماء، وفي فناء القصر ثلاث حجرات طويلة تعلوها في الدور الثاني غرفتان علويتان في الركن الجنوبي، وتتخلل الجدران الخارجية للغرف العلوية مجموعة من السقاطات، وهي بمنزلة عناصر دفاعية لحماية القصر.

» معركة كنزان

ويروي كبار السن من أهل المبرز بالأحساء أن قصر محيرس بني قبل معركة كنزان الشهيرة عام 1333هـ، مما يرجح أن القصر هدم وأعيد بناؤه على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه.

» ترميم وصيانة

وأضاف المطلق أنه رغم انتشار التحضر بالمنطقة وزيادة الكثافة السكانية إلا أن القصر يحتاج إلى المزيد من الاهتمام والمحافظة عليه، ليظل شاهدا على حضارات عظيمة قامت بالمنطقة؛ وهذا ما قامت به الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مع أمانة الأحساء من إعادة وترميم قصر محيرس وتوسعة جوانبه، بعد تأثر القصر بعوامل التعرية وآثار الزمن، لافتا إلى أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وقعت مع أمانة الأحساء مذكرة تفاهم لتطوير قصر محيرس الأثري، والاستفادة منه كموقع سياحي، وإنشاء «حديقة محيرس» بمسطحات مزروعة ومرافقات مساندة لها من ألعاب ودورات مياه وإضاءة، وتم تنفيذ بعض الفعاليات في القصر، وتهيئته ليكون موقعا جاذبا ومنتجعا سياحيا يرتاده المواطنون وزوار الأحساء.