تقرير – محمد الخباز

الأمير عبد الله بن مساعد مع «شيفيلد» يقطف ثمار النجاح

في خطوة وصفت بـ«المفاجأة»، وبالسباحة وسط الأمواج المتلاطمة، اتخذ الأمير عبد الله بن مساعد قرارا بشراء (50%) من أسهم نادي شيفيلد يونايتد الإنجليزي المقلب بـ«النِصال»، أحد الأندية الإنجليزية العريقة، والبالغ من العمر (130) عاما.

ورغم كل الأحاديث والتقارير، التي تحدثت عن خسارة مرتقبة لهذا الاستثمار؛ نظرا للصعوبات الكبيرة التي يعانيها النادي الإنجليزي في طريق العودة إلى مكانته الطبيعية، لأسباب عدة يبرز منها الجانب المالي، حيث لم تكن إيرادات النادي القابع حينها في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي تتجاوز الـ(10) ملايين جينه استرليني في العام (2013)م.

ابن مساعد آمن بنظرياته المتعلقة بالاستثمار في الجانب الرياضي، ومضى قدما في طريقه لإحياء النادي الإنجليزي الذي تأسس في العام (1889)م، مقدما مبالغ كبيرة من أجل تعويض العجز في الميزانية، دون أن يغفل الحرص على العمل الإداري، الذي سيؤدي النجاح فيه إلى تحقيق التقدم في الجانب الاستثماري.

ويبدو أن بوادر النجاح قد جاءت في وقت قياسي، فالفريق الذي كان يحتل المركز الـ(21) من أصل (24) فريقا في دوري الدرجة الثانية حين دخول المستثمر السعودي، حقق تقدما ملحوظا، وسرعان ما ألغى كل الفوارق لينجح بعدها في الصعود لدوري الدرجة الأولى الإنجليزي، بعد ما حقق لقب دوري الدرجة الثانية في الموسم الرياضي (2016 - 2017)م، ليكون العام الثاني له في دوري البطولة الإنجليزية، هو عام العودة إلى مصاف أندية «البريميرليج»، عقب غياب استمر لما يقارب الـ(12) عاما.

النجاح الكبير الذي حققه النادي الإنجليزي، فتح الكثير من الأحاديث حول فوائد الاستثمار الرياضي، ومدى إمكانية نجاح المستثمرين العرب والسعوديين على وجه التحديد فيه، حيث وصف خبراء الكرة العالمية تجربة نادي شيفيلد يونايتد، بالتجربة التي يجب أن تؤخذ كمثال حي على مدى أهمية القدرات الإدارية في نجاح مثل هذه التجارب، حيث تعد المصاريف المادية المعلنة من بين الأقل على مستوى الأندية المتواجدة في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي، وخصوصا المنافسة منها.

وقاد النجاح الذي تحقق لنادي شيفيلد، والذي يتوقع أن تتجاوز مداخيله في البريميرليج الـ(100) مليون جنيه إسترليني، العديد من الرياضيين السعوديين إلى مطالبة رجال الأعمال السعوديين باستنساخ هذه التجربة، مما سيساهم في تطور كرة القدم السعودية، من خلال إعطاء الفرصة لبعض اللاعبين من أجل خوض تجربة احترافية على مستوى عال جدا، حيث تشير العديد من المصادر إلى أن هنالك لاعبين سعوديين اثنين قد دخلا بالفعل دائرة اهتمام إدارة نادي شيفيلد الإنجليزي وجهازه الفني.

قصة نجاح، قد تقود إلى انطلاق «قصة سعودية» لا حدود لها، تشابه في حيثياتها تلك القصة التي تحاك داخل أروقة نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، والتي تهدف إلى السيطرة على كرة القدم الإنجليزية، والأوروبية.فهل نشاهد تنافسا سعوديا خليجيا، يقود ثورة كبيرة في عالم كرة القدم العالمية؟!.