صالح بن حنيتم

يوم الثلاثاء الماضي بتاريخ 18 شعبان 1440 الموافق 23 أبريل 2019 أعلنت وزارة الداخلية، تنفيذ حكم القتل تعزيرا وإقامة حد الحرابة بحق 37 شخصا من أبناء هذا الوطن، تحز في النفس هذه الجملة (أبناء هذا الوطن!) نعم ولدوا على أرضه وتلقوا تعليمهم مع أقرانهم في مدارس الحكومة وترعرعوا في محيطهم الأسري والمجتمعي ولكن تحولت بوصلتهم الدينية والفكرية والوطنية وخانوا الأمانة بالتعاون مع جهات خارجية معادية لبلدهم ومصالحه العليا، لقد تخلوا عن دينهم ووطنهم وأصبحوا معاول هدم (مبرمجة) تسيرهم مخططات وأجندات خارجية فلم يعودوا أبناء لهذا الوطن كما لم يعد ابن نوح عليه السلام ابنا له أثناء الطوفان، بل إنهم عمل غير صالح، فكان طوفان العدالة من خلال إعدامهم وتطهير البلد منهم ومن أفكارهم الحل الشافي والكافي!!.

هناك العديد من الدروس الإيجابية فيما حدث لن يكفي مقالي لسردها كلها ولكن أكتفي بما يلي!، قد يسأل البعض، وهل في الإعدام دروس إيجابية؟! نعم أولا لم يكن هؤلاء الـ37 من منطقة واحدة أو من مذهب واحد، وفي هذا الاختلاف رسالة لنا جميعا بأن الإرهاب لا دين ولا مذهب ولا منطقة له، فلا يدخل أحد عرضا من باب الطائفية أو المذهبية ليصطاد في الماء العكر، الدرس الآخر قرار إعدامهم في عدة مناطق قرار حكيم، فكما اكتوى بعملياتهم الإجرامية من تفجير وقتل العديد من الأبرياء في مختلف المناطق من زعزعة للإمن وإرهاب الآمنين ويتموا الأبناء ورملوا النساء، هاهي العدالة تقتص منهم في عدد من المناطق ليقع خبر العدالة بردا وسلاما على من أحرقوا أكبادهم في الماضي حين اغتالوا الأزواج والآباء والأبناء وغيرهم.

الدرس الثالث، أن نهاية طريق الإرهاب مظلمة مهما صورها من يديرهم ويدربهم أو من يوجههم على أنها معارك شرف وبطولات، فلا يغتر أحد ممن قد يكون في عقله ضبابية أو شكوك في دينه والتآمر على أمن وطنه والخروج على وولاة الأمر.

لقد أحسن ولاة الأمر صنعا عندما أوجدوا برنامج المناصحة الذي -بحمد الله- آتى ثماره وعاد الكثير من شبابنا المغرر بهم للحق بعد أن كانوا في بداية طريق الهلاك وأغلقوا على من كان يؤججهم لتجنيدهم الطريق.

الدرس الرابع، أن يتأمل من قد يسلك طريق خيانة وطنه ويقارن بين من يموت دفاعا عن وطنه حبا وولاء رافعا رأسه ومن يموت خائنا لوطنه قد قطع (اجتز) رأسه، وقد تفتح هذه المقارنة الباب على مصراعيه لهولاء بعد المناصحة الاتجاه نحو البطولات الحقيقية والتجنيد، وسوف تتحول البوصلة للمسار الصحيح ومن ثم يسلك شبابنا الطريق القويم، فلدينا الحد الجنوبي حيث يتواجد جنودنا البواسل، منهم من استشهد ومنهم من أصيب والبقية منهم يواجهون العدو بالنار والبارود مرددين ولسان كل وطني غيور يقول، لا حياة للخونة والعملاء على أرض الوطن ومن يدافع عن وطنه يحق له أن يرفع رأسه ومن يخنه فسيقطع سيف العدالة رأسه.