مطلق العنزي

النائبة في الكونغرس الأمريكي الهان عمر، ليست نائبة بالمعنى الفعلي للنائب الممثل للناس، وإنما هي «سلاح مزدوج»، إذ يجري توظيفها، من تيارين أيديولوجيين، يتنازعان الولاية عليها، وتوجيهها. وتبدو ساذجة مطواعة للتأثير الأيديولوجي والصراعات السياسية.

لدى الهان عمر مشكلة مزدوجة، فهي تخضع لسيطرة الإخوان المسلمين، وفي نفس الوقت تزعم أنها ديمقراطية. والديمقراطية، وكذلك الدين، في عالم الإخوان المسلمين، وظيفة ووسيلة لطلب دعة الدنيا وملاهيها والحكم وسلطانه وملذاته، ولكن المؤكد أن الإخوان المسلمين الأمريكيين استخدموا إلهان عمر، كي تقول الذي لا يستطيعون قوله وفي أفواههم ماء، خاصة فيما يتعلق بالتأثير الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية. وهم يعلمون أن ذلك سوف يقضي على مستقبلها السياسي، لكن الإخوان مثل أي حزب ميكافيلي آخر، يسعون لتجنيد ما يعرف بـ«المخلص الغبي»، وهو المتهور المفوه الذي تجنده الأحزاب والخلايا لاستخدامه «مرة واحدة»، ويحدث ضجيجاً، ثم إذا قضي عليه إقصاء أو سجناً أو قتلاً، لا يتأسف عليه الحزبيون إذ لا يفيدهم سوى مرة واحدة، وعادة، ليس له أي قيمة فكرية ولا أهمية سواء حضر أم غاب. والجنود الأغبياء المخلصون لآلات الإخوان، نراهم ينتشرون ويتناسلون الفضائيات في ملجأ اسطنبول وفي ملاذ لندن وفي معاقل الإخوان. ومهاراتهم باختلاق الأكاذيب لا تقل عن مهاراتهم في حبك الدسائس وكنز الأموال وولعهم بالدنيا وسوء الكيل.

وإلهان عمر «سلاح مزدوج» ومتعدد الأغراض أيضاً، فالإخوان يستخدمونها ضد لجنة العلاقات الخارجية «إيباك» الداعمة للصهيونية وضد المملكة أيضا، وتحركها الخلايا الصفوية ضد المملكة أيضاً، والتيار الليبرالي المؤدلج يستخدمها ضد المملكة وضد الرئيس ترامب. وواضح أنها صعدت إلى عضوية الكونغرس كي تؤدي وظيفة دعائية إخوانية ليبرالية، وتستخدم لـ«مرة واحدة» مثل مناديل الورق، ثم تذرى في رياح «السافانا» وغياهب النسيان وستتلهم ذكراها أوشاق مينيسوتا الجائعة.

* وتر

يا وطن النخيل والبيد وشواطئ الشمس

زاهياً مثلما كنت وخالداً كيف ستكون

في الهجير والظل وأفياء الأثل والتاريخ

شامخاً كما شاهقات السروات والعارض وجنوب الملاحم

ومن آل السهب والمفاوز ينسج الثرى صوره وأناشيد الخلود..

تقاطيع الوجوه صباحنا

ونبض الهوية

malanzi@alyaum.com