كلمة اليوم

يمكن القول بثقة تامة إن عودة العراق لمحيطه العربي ضربة موجعة ومؤثرة للنظام الايراني الإرهابي، وإزاء ذلك فإن المملكة تسعى لمد يد العون والمعونة وعقد الشراكات الاستثمارية مع العراق تطبيقا لتحقيق أبعاد المصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين، في حين أن إيران -وفقا لعلاقتها مع العراق- تقدم السلاح لتأجيج الأوضاع في هذا البلد العربي الذي دخل، بحكم تلك العلاقة، في أنفاق الفوضى والتدخل السافر في نسيجه ومحاولة بسط نفوذه في بلد يتوق أبناؤه للعودة إلى صفهم العربي، وإنهاء الأزمات الاقتصادية العالقة التي حالت دون النهوض بمقدراته خلال السنوات المنفرطة.

ولا شك أن عودة العلاقات الدبلوماسية السعودية العراقية، وتأسيس المجلس التنسيقي بين البلدين، وتبادل الزيارات الرسمية بينهما على كافة المستويات تمثل في مجموعها دعوة معلنة لعودة العراق إلى صفه العربي كدولة عربية عضو في جامعة الدول العربية، فالقطيعة التي استمرت زهاء 25 عاما لم تسفر إلا عن الخسائر الفادحة التي مني بها العراق والعراقيون، وقد تسبب التدخل الإيراني في رفع وتيرة تلك الخسائر بازدياد الأصوات الطائفية والمذهبية ونشر خطابات الكراهية والعنف والإرهاب داخل المجتمع العراقي.

وقد وصلت تلك الخسائر إلى ذروتها بفعل التدخل الإيراني في الشأن العراقي، بل وصلت إلى مراحل غير مسبوقة، رغم أنه من أفضل الدول من حيث موارده الطبيعية، وقد شعرت الإرادة السياسية العراقية بأن تلك الأوضاع المزرية يجب أن لا تستمر، لاسيما بعد الانتصارات المظفرة التي حققها الجيش العراقي على تنظيم داعش الإرهابي المدعوم من قبل النظام الإيراني، وهذا يعني أن عودة العراق إلى حضنه العربي سوف تؤدي إلى تطوره التدريجي وصناعة مستقبله الأفضل.

وليس بخاف أن التعاون السعودي العراقي في شتى المجالات سوف يرسم آفاقا جديدة تعيد بغداد إلى نسيجها العربي من جديد، فالاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين الشقيقين سوف تعيد اللحمة والعلاقات إلى أوضاعها الطبيعية، كما أنها بداية لعودة العلاقات الشاملة بين العراق وكافة الدول العربية التي يهمها تحقيق أفضل مستويات المصالح المنشودة للعراق وإخراج هذا القطر العربي من دائرة الفوضى والتخلف والأزمات الاقتصادية الطاحنة.

والمملكة، كما هو معروف في سياستها الثابتة تجاه العراق، حريصة على أمن وسلامة واستقرار وسيادة هذا البلد الشقيق، وقد دعمت صموده في حربه مع النظام الإيراني الإرهابي طيلة سنوات حرب الخليج الأولى حرصا منها على مصالح العراق والعراقيين، واليوم يدخل البلدان في مرحلة جديدة من التعاون، سوف تؤدي -بعون الله- إلى تعميق وتجذير العلاقات الحميمة بين الرياض وبغداد، ويهم المملكة إعادة العراق إلى منظومته العربية وانتشاله من سائر أزماته وعودة الاستقرار والأمن إلى ربوعه من جديد.