محمد حمد الصويغ

إجابة عن هذا السؤال المطروح الذي يحمل عنوان هذه العجالة أقول إن المسؤولية تنحصر في هيئة الطيران المدني، فقد توقف النشاط الدولي بمطار الأحساء منذ ما يقرب من عام كامل دون أن تحرك الهيئة ساكنا لتذليل العقبات والأزمات الجوهرية التي أعاقت تفعيل مطار الأحساء، في حين أن واجبها كان يستدعي بالضرورة الوقوف على مسببات الأزمة والعمل على حلها، فالأحساء تزخر بمقومات سياحية مختلفة وإرث تاريخي تستحق بموجبهما وجود مطار دولي بها أسوة بالمحافظات الرئيسية الكبرى بالمملكة، وأظن أن الوقت قد حان لتدارس كيفية تذليل العقبات التي أدت إلى توقف النشاط الدولي في المطار.

وأعتقد أن الوقت قد أزف لإطلاق حملات مجتمعية ترويجية واسعة لهذا المرفق الحيوي الهام بمشاركة سائر مكونات شرائح المحافظة من أفراد وشركات ومؤسسات ومن القطاعين الخاص والعام ومن رجالات الأعمال والهيئات الأهلية والإعلامية والخيرية لإعادة الثقة المطلوبة للمطار وإعادة الثقة أيضا لشركات الطيران المحلية والأجنبية، فالهيئة تضطلع بدور يجب أن يكون فاعلا لتنشيط وتفعيل مطار الأحساء دوليا، فحجم المهبط الموجود حاليا لا يتناسب إطلاقا مع حجم الرحلات الحالية.

المطار يستقبل حاليا 10 رحلات لشركة أرامكو السعودية أسبوعيا و6 رحلات أسبوعية للخطوط السعودية، وشركات الطيران تتذمر دائما من رفض المطار منحهم الوقت المناسب للرحلات لعدم وجود الصالات المناسبة والمهيأة لاستقبال أعداد المسافرين، كما أن برج المراقبة يفتقر إلى التجهيزات المناسبة، والجهود التي بذلت من قبل بعض المؤسسات لتحويل المطار إلى مطار دولي لم تلق الدعم المطلوب من هيئة الطيران المدني، وقد انحسرت الرحلات الدولية شيئا فشيئا إلى أن اختفت تماما، فلا بد في هذه الحالة من تدارك الأوضاع الحالية المؤسفة والعمل على إدراج المطار ضمن استراتيجية الهيئة لتطويره ودعمه وتفعيل حركته الدولية.

وثمة عقبة تحول دون تحويل هذا المطار إلى مطار دولي تتعلق بتوقف توسعته، ومشروع التوسعة توقف للأسف الشديد منذ أكثر من عام إضافة إلى عقبات أخرى ذات علاقة بوقف تشجيع الخطوط الأجنبية وحجم صالة المسافرين الصغيرة، وكلنا يعلم أن تنشيط الرحلات الدولية في المطار سيؤدي بطبيعة الحال إلى تعزيز صناعة السياحة في الواحة لاسيما أن محافظة الأحساء تتمتع اليوم بمقومات سياحية وتراثية أهلتها للحصول على مركز متميز من قبل هيئة اليونسكو المهتمة بالآثار.

أعود من حيث بدأت فأزعم أن المسؤولية الكبرى تقع على كاهل المسؤولين بهيئة الطيران المدني فهي تتحمل مسؤولية خاصة، وكان بإمكانها إعطاء بعض الامتيازات لشركات الطيرن الأجنبية لتفعيل الأنشطة الدولية في هذا المطار، ورغم ذلك فإن الأمل لا يزال معقودا على تلك الهيئة من أجل الوقوف على مختلف الأزمات والمشاكل التي تحول دون تفعيل الحركة الدولية في مطار الأحساء والعمل على حلحلتها ومواجهة التحديات التي حالت دون تسيير الرحلات الدولية من هذا المطار وإليه.