د. سعد بن سامي الصقير

تعتبر السمنة مرض العصر، فهي ليست مشكلة جمالية وحسب، بل لها تأثير سلبي على العديد من أعضاء الجسم الداخلية، فهي عامل خطر كبير، لاحتشاء العضلة القلبية، كما أنها تسبب الإصابة بارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والشحوم الضارة في الجسم، وتزيد من احتمالية الإصابة بداء السكري من النمط الثاني، لكونها تؤثر على مستوى الإنسولين في الدم.

يجد معظم المصابين بالسمنة صعوبة في تخفيض وزنهم، لعدم قدرتهم على الالتزام بالحمية الغذائية القاسية، مما يدفعهم للّجوء إلى عمليات جراحية كبرى كقص المعدة وغيرها. وبما أن السمنة تعد مشكلة عالمية بسبب تغير النظام الغذائي البشري، واعتماد الناس من مختلف أنحاء العالم على الوجبات السريعة والجاهزة الغنية بالسعرات الحرارية، مع انخفاض كبير في ممارسة الرياضة الضرورية لحرق هذه السعرات، فإن العديد من العلماء حول العالم يسعون لاكتشاف بدائل عن الحمية الغذائية القاسية لعلاج مرض السمنة الخطير.

تطور العلم لا ينقطع، ففي دراسة علمية سارة لكل مرضى السمنة الذين يبحثون عن بدائل علاجية للحمية الغذائية القاسية، اكتشف مجموعة من الباحثين مكملاً غذائياً جديداً يدعى «نيكوتيناميد ريبوسيد» له تأثيرات مذهلة حقاً، ينتمي هذا المكمّل إلى عائلة النياسين، وهي مادة كيميائية شبيهة بالفيتامين ب 3، وهو يساعد على خفض الوزن من دون اتباع نظام غذائي صارم، ويؤدي إلى خفض استهلاك الطعام بمعدل الثلث تقريباً، وذلك عن طريق إبطائه عملية استقلاب الطعام داخل خلايا الجسم وتقليله حرق السعرات الحرارية.

وفي النتائج الأولية للدراسة، التي شملت 24 متطوعاً عولِجوا بجرعة تعادل 1000 ملغم من مكمل النيكوتيناميد، أكد الباحثون وجود انخفاض ملحوظ للعمليات الاستقلابية داخل الخلايا مقارنة بالأشخاص الآخرين الذين لم يتناولوا المكمل. وأشار الباحث «دوغ سيلر» المشرف على الدراسة في قسم وظائف الأعضاء التكاملي في جامعة كولورادو إلى أن الاختبارات الأولية مبشرة جداً، فقد اُكتشفت العديد من الفوائد لهذا المكمل الغذائي المذهل، فهو يساهم في تخفيض خطر الإصابة بالنوبات القلبية بمقدار الربع، كما أنه أثبت دوراً فعالاً في تحسين الذاكرة لدى المرضى المسنين المصابين بالزهايمر.