حسين السنونة - الدمام

أكد عدد من المثقفين أن المبادرات التي أعلنت عنها وزارة الثقافة ومنها مبادرة «التفرغ الثقافي» تعتبر من المبادرات المهمة والحيوية، مما يساعد على النهوض أكثر على كل مناحي الثقافة في الوطن، مشيرين إلى أن المثقفين والفنانين الذين يعملون في القطاع الخاص لمدة تتجاوز الـ 9 ساعات يوميا، لا يجدون وقتا كافيا لإعطاء الشأن الثقافي جزءا من إبداعهم.

» مؤشر مهم

في البداية، أشار الكاتب المسرحي عباس الحايك إلى أن التفرغ الثقافي يعتبر مؤشرا مهما على اهتمام الوزارة بالعاملين في المجال الثقافي، وقال: «نحتاج لمثل هذه المبادرة في المملكة منذ زمن طويل، للعمل والإنتاج والإنجاز بدون الارتباط بوظائف تمنعنا من تقديم الإنجاز الثقافي، فالوظيفة غالباً ما تكون عائقاً للمثقف لممارسة دوره، بالذات عندما يكون موظفاً في القطاع الخاص، حيث يعمل أكثر من 9 ساعات، ولا يجد وقتا حتى للتفكير أو الإبداع، ونحن نعلم أن هناك عددا كبيرا من المثقفين والفنانين يحكمهم رابط الوظيفة، ويجدون تعقيدات وصعوبات عند طلبهم للحصول على تفريغ جزئي، رغم أن ذلك موجود في دول الخليج منذ سنوات طويلة».

وأضاف: «أتمنى من الوزارة أن تعمل على فحص المستحقين لهذا التفرغ، فلا يكون الأمر خاضعا لأي محسوبية، فالمثقف الفاعل الذي ينجز ويعمل ويواصل الفعل، هو المستحق لهذا التفرغ، ولا أتمنى أن يصار إلى تفريغ مشاهير السوشيال ميديا، الذين لا يقدمون أي محتوى، في وقت أصبحوا مسيطرين حتى على الفعاليات الرسمية المتزنة».

» مطلب قديم

من جانبه، قال مدير جمعية الثقافة والفنون بحائل خضير الشريهي: «التفرغ للعمل الثقافي كان مطلبا من مطالب المثقفين طيلة السنوات الماضية، فقيادة المؤسسات الثقافية تحتاج لمثل هذه المبادرة، نظرا للتشتت الذي كان يغشى عمل المثقف عند تعاونه مع إحدى المؤسسات الثقافية وهو غير مفرغ من عمله الرئيس، وهو ما تسبب في إيجاد قصور وأسهم بشكل كبير في ضعف التخطيط وبالتالي ضعف المخرجات». وأضاف: «كلنا أمل أن الوضع سيختلف مع التفرغ الذي تتبناه وزارة الثقافة، حيث نأمل أن تكون آليته سهلة وسريعة التنفيذ، وأن يعطي للمثقف المساحة الكافية لإدارة العمل الثقافي، وأن يمتد التفرغ للفعالين في الساحة الثقافية ويكون دافعا لمزيد من العطاء والإبداع».