كلمة اليوم

أصداء واسعة حظيت بها رؤية وزارة الثقافة التي أعلنها سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة مساء الأربعاء 27 مارس تماهياً مع رؤية المملكة 2030، وترجمةً لتطلعات مهندس الرؤية في الحفل الذي أقيم لهذه المناسبة في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي في العاصمة الرياض، وشهد إطلاق 27 مبادرة ثقافية تحت عناوين في غاية الأهمية، تنسجم كلها تماما مع طموح قيادة هذا الوطن، وتوجيهات ربانه خادم الحرمين الشريفين الذي طالما آمن بالشباب، وأراد أن يصنع لهم مستقبلهم بأيديهم، منذ أن بارك رؤية ولي عهده الشاب، ودعمها، وفتح أمامها كل أبواب النجاح، وشدّد على دور الثقافة وضرورتها في صناعة التغيير إلى الأفضل، للمضي باعتزاز بقيم هذا البلد وأصالته وثقافته لمقارعة ثقافات العالم والتنافس معها على تعزيز التواصل، وبناء الجسور الإنسانية بين الأمم، وقد ركزت معظم تلك الأصداء، المحلية منها والعربية على أن هذه المبادرات جاءتْ بمثابة الحاضن الفكري والحضاري لخطوات التحديث التي تشهدها البلاد، والتي اشتغلتْ على تفجير طاقات الشباب في شتى المجالات، وذلك عبر توظيفها في قنواتها الإبداعية الخلاقة التي تصب في النهاية في حوض الوطن الكبير الذي أرادتْ الرؤية أن تعبر به من الأداء التقليدي، إلى باحات وواحات العطاء النابه، القادر على خلق الفرص أمام الجميع، ورفع مستويات جودة الحياة، وتهيئة السبل لاستيعاب أي مبادرة تستنهض الهمم، وتزيد في رصيد الأداء الإيجابي.

وبما أن الثقافة هي الوعاء الحضاري، والمستوعَب الفكري لأي نهضة مستدامة، فقد كشف اهتمام الرؤية بهذا الجانب المهم جدا، حرص الإستراتيجيين على دعم الرؤية بإطار فكري ثقافي قادر على حمل مفاهيمها إلى فضاءات حضارية بعيدة، مؤهلة لتكون الذراع والرافعة الأقوى لعمليات التحديث والتطوير التي تشهدها بلادنا منذ أربع سنوات، والتي بدأت تؤتي أكلها سريعا، من خلال هذه الفعاليات الحية التي قدّمت الوجه الحقيقي للسعوديين كشعب حي، يمتلك كل الحظوظ من الهمة التي تجعل من المستحيل شأنا متاحا، وتستطيع أن تروض الصعاب، كما روّض الأجداد هذه الصحاري القفار لأول وحدة سياسية على مستوى المنطقة كلها.

لهذا حظيت مبادرات وزارة الثقافة بهذه الأصداء الكبيرة، لأنها تنطلق من ركيزة الثوابت باتجاه وضع طاقات الشباب على منصات الإبداع لصناعة التغيير الإيجابي الذي تسعى الرؤية لتشييئه في ظل هذه القيادة الملهمة والحازمة في نفس الوقت.