عبد الرحمن المرشد

برغم انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي سحبت البساط من الكتاب حيث يستطيع الشخص قراءة ما يرغب وتحميل ما يشاء من الكتب على جهازه ومن ثم الاطلاع عليها في أي وقت خلاف سهولة حملها فهي لا تحتاج جهدا مجرد تحميل على الجهاز وتغنيك عن حمل عشرات الكتب، إلا أن ذلك لم يغن عن الكتاب الذي يعتبر مصدر المعرفة الأول، وللحق أعرف الكثير من الناس لا يستمتع بالقراءة إلا من خلال ملامسة الورق ومداعبته بين أنامله.

ولكن هناك مشكلة تواجه الكثير من القراء وهي ارتفاع أسعار الكتب التي تتجاوز أرقاما فلكية في بعض الأحيان، ويذكر لي بعض المثقفين ممن يحرص على القراءة والاطلاع أنه ينفق شهريا أكثر من ألفي ريال على شراء الكتب ويشير إلى أنه لا يوجد حل بديل لأنه لا يستمتع بالقراءة من الجوال أو الآيباد.

في رأيي ومن تجربة شخصية أن أبرز الحلول هو التحول إلى الكتاب المستعمل وهي ظاهرة بدأت تنتشر لدينا في الفترة الأخيرة من خلال بعض المكتبات التي نشاهدها في العاصمة الرياض ولديها عناوين كبيرة من الكتب المستعملة بأسعار متدنية مقارنة بالكتاب الجديد، وأتذكر أنني زرت الكثير منها واشتريت بأسعار منخفضة وربما تأخذ الكتاب بما يقارب الـ 15% من سعر الجديد وما زالت محتفظة بجودتها ورونقها، والكتاب عموما لا يهم إن كان جديدا أو مستعملا فالمهم هو المحتوى ولا غير ذلك، بل ربما يتفوق المستعمل بأنه ذو طبعة قديمة مما يعطيه أهمية أكبر، وأيضا لا بد أن يكون نظيفا صالحا للقراءة وهذا ما لمسته من خلال مروري على الكثير من مواقع بيع الكتاب المستعمل، حيث إنه يندر أن تجد نسخة سيئة ففي غالبها جيدة، أما مصادر محلات بيع الكتاب المستعمل فهي في الغالب المكتبات الخاصة التي يرغب أصحابها في بيعها للحاجة أو لكبر سن أصحابها أو مرضهم ويرغب أبناؤهم في بيعها لعدم الاهتمام وربما تتحول للورثة بعد الوفاة ويتم عرضها للبيع، وتوجد أيضا مصادر مختلفة مثل طلبة الجامعات بعد الانتهاء من المراجع يتم عرضها هنا في هذه المواقع، وكذلك بعض الأفراد الذين لديهم كتب بأعداد محدودة ويرغبون في بيعها، وقد شاهدت أثناء ترددي على مواقع بيع الكتاب المستعمل الكثير من هؤلاء ويتم بيعها بأسعار زهيدة.

أتمنى عمل بازار أو معرض للكتاب المستعمل بشكل سنوي يقوم فيه الراغبون بعرض ما لديهم من كتب ومجلدات وطرحها للعامة وبالتأكيد سنحقق العديد من الأهداف منها: عرض الكتب بأسعار مناسبة جدا لمحبي الثقافة والاطلاع، وكذلك عدم تكديس الكتب في مكان لا يستفاد منها، فأغلب بائعي الكتاب المستعمل تجد الكتب لديهم على الأرفف من زمن لا يتم تحريكها، وهنا حققنا رغبة الكثير بالاستفادة منها علما بأنها فائدة للطرفين البائع والمشتري.

من خلال جولاتي على هذه المواقع لمست رغبة الكثير في تلك الكتب، ولكن لا يوجد تنظيم واضح أو موقع يجمعهم.. فهل تحقق وزارة الثقافة ذلك؟.