فهد الخالدي

بين عام 1379هـ الذي صدر فيه المرسوم الملكي بإنشاء مدارس تعليم البنات بالمملكة وهذا العام مسيرة ستين عاما ونيف، حيث تبع هذا القرار في العام التالي افتتاح (15) مدرسة ابتدائية ضمت حوالي 5200 طالبة، فإذا أن عدد الطالبات في الصف الأول الابتدائي هذا العام حوالي ربع مليون طالبة إضافة لنفس العدد تقريبا من الطالبات في المرحلة الجامعية، فإن أي مطلع منصف على هذه الأرقام وحدها سوف يدرك بل يدهش لحجم التطور الذي شهده وضع المرأة في السعودية فما بالك إذا أضفنا إلى ذلك العديد من الإنجازات والمكاسب على كافة الصعد والتي أحدثها وليس آخرها تعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة للمملكة في أكبر دولة في العالم هي الولايات المتحدة الأمريكية على أهمية العلاقات بين المملكة وأمريكا والكفاءة التي ينبغي أن يمتلكها من يتم اختياره لهذا المنصب، مما يدلل على حجم الثقة التي تتمتع بها المرأة لدى القيادة والنظرة التقديرية التي تتمتع بها المرأة من ولاة الأمر والتي تجيء بعد أداء المرأة السعودية واجبها بجدارة مشهودة في سائر المواقع التي شغلتها بدءا من عضوة مجلس الشورى وليس انتهاءً بالمناصب الدولية التي شغلتها المرأة السعودية والمسؤوليات التي تحملتها في منظمات إقليمية وعالمية. وعلى الصعيد المحلي فقد تم مؤخرا تعيين ثلاث نساء في رئاسة ثلاث من البلديات التابعة لأمانة منطقة جدة بعد تعيين امرأة مساعدا لرئيس بلدية الخبر بالمنطقة الشرقية وهي أول مرة تتقلد فيها المرأة السعودية مثل هذا المنصب مع ملاحظة ما تم قبل ذلك من تعيين عدد من النساء السعوديات في منصب وكيل وزارة، حيث كانت الدكتورة نورة الفايز أول امرأة يصدر أمر ملكي بتعيينها في منصب نائب وزير التعليم لتعليم البنات قبل عشرة أعوام من الآن، ثم تعيين الدكتورة تماضر الرماح في العام الماضي نائبا لوزير العمل والتنمية الاجتماعية، ثم تعيين الدكتورة إيمان المطيري في نفس العام مساعدا لوزير التجارة والاستثمار، كما تم استحداث عدد من الإدارات النسائية في الجهات الحكومية الهامة حيث تم ذلك لأول مرة في وزارة العدل منذ إنشائها، حيث تضمن هيكل الوزارة الذي أعيد تشكيله العام الماضي دخول العنصر النسائي في هذا الهيكل عبر استحداث إدارة نسائية وأسندت من خلاله إلى عدد من النساء مهام (كاتب العدل)، أما دوليا فقد تم اختيار عضو مجلس الشورى الدكتورة لبنى الأنصاري عام 2017 لتكون في منصب مساعد لرئيسة منظمة الصحة العالمية، ثم اختيار الدكتورة سمر الحمود وهي جراحة استشارية في جراحة أورام القولون بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في مدينة الرياض لتكون رئيسة للجنة تحكيم الأبحاث العلمية لأمراض السرطان في الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، كل هذه الشواهد تؤكد ليس العناية التي توليها المملكة للمرأة ودورها في خدمة الوطن والعالم في المجالات الإنسانية والتنموية فقط، بل وطموح المرأة السعودية وكفاءتها وقدرتها على أداء دورها أما ومعلمة وقائدة في كل المواقع جنبا إلى جنب مع أشقائها الرجال ليحلق هذا الوطن عاليا في آفاق التطور والتنمية وصولا إلى المكان اللائق تحت الشمس لوطن منه شع نور الهداية على الكون كله. إن استعراض المنجزات والمهام والمستويات الرفيعة في مجالات تحمل المسؤولية والصحة والتعليم والثقافة والإبداع يحتاج إلى صفحات وصفحات التي تتسع للحقائق والأرقام والشواهد التي تؤكد جميعها أن مستقبل هذا الوطن مشرق بجهود أبنائه رجالا ونساء.. وليكن اليوم العالمي للمرأة كل عام مناسبة لتوطيد هذه المنجزات والتعريف بها والعزم على المزيد منها.