اليوم - الدمام

«داعش» في أيامه الأخيرة.. واستسلام 3 آلاف عنصر بسوريا

استهدفت قوات النظام ليل الثلاثاء بلدة التمانعة في ريف إدلب الجنوبي بمادة الفوسفور الأبيض المحرم دوليا، وذلك من خلال رميات صاروخية مكثفة. وبث ناشطون مقاطع مصورة تظهر قصفا عنيفا بصواريخ محملة بمادة الفوسفور الأبيض على بلدة التمانعة، وذلك في إطار حملة القصف التي يشنها النظام على ريفي حماة وإدلب، وأظهر مقطع فيديو شاهدته «اليوم» آلافا من حمم الفوسفور الأبيض تتساقط فوق البلدة في وقت يوثق أحد الناشطين الزمان والمكان مع المشهد. وبحسب شبكة شام الإخبارية فإن النظام استهدف البلدة بأكثر من 50 صاروخا محملا بمادة الفوسفور الأبيض المحرم دوليا؛ ما أدى إلى نشوب حرائق ضخمة في منازل المدنيين والأراضي الزراعية المجاورة، من دون وقوع إصابات بشرية كما أكد ناشطون.

» اللحظات الأخيرة

وفي شرق سوريا يعيش تنظيم داعش «لحظاته الأخيرة»، بعدما دفع القصف العنيف الذي تشنه قوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي بقيادة أمريكية على جيب الباغوز المحاصر، ثلاثة آلاف من مقاتليه إلى الاستسلام في اليومين الأخيرين.

وبعدما كان التنظيم أعلن في العام 2014 إقامة «الخلافة الإسلامية» على مناطق واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور تعادل مساحة بريطانيا، بات وجوده يقتصر اليوم على جيب محاصر داخل بلدة نائية على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، خرج منه الآلاف من الرجال والنساء والأطفال خلال الأيام الأخيرة.

» مخيم عشوائي

وقال القيادي الكردي في قوات سوريا الديموقراطية جياكر أمد لوكالة فرانس برس في الباغوز الأربعاء: «بدأت اللحظات الأخيرة لداعش».

ويقتصر وجود التنظيم في الباغوز حاليا على مخيم عشوائي محاط بأراض زراعية تمتد حتى الحدود العراقية.وتشن الفصائل العربية والكردية بدعم من التحالف الدولي منذ ليل الأحد هجومها الأخير للقضاء على من تبقى من الجهاديين. فتستهدف مواقع التنظيم ليلا، قبل أن تتراجع وتيرة قصفها خلال النهار.

ورغم توقف الضربات الجوية صباح الأربعاء، إلا أن القصف المدفعي ما زال مستمرا مع محاولة مقاتلي التنظيم الذين يختبئون بين خيم المدنيين شن هجوم معاكس.

وقال جياكر: «يجري التصدي للهجوم حتى هذه اللحظة قد يكون هذا آخر هجوم لهم».

» تدمير التنظيم

ويستخدم التنظيم وفق مقاتل في موقع متقدم في الباغوز، «الكثير من الانتحاريين» في هجوم بدأه قرابة السادسة صباحا، مستفيدا من عاصفة رملية تشهدها المنطقة.

وشاهد فريق وكالة فرانس برس عند خطوط الجبهة الخلفية في الباغوز، وسط حقل غطته زهور برية صفراء، ثلاثة مقاتلين من قوات سوريا الديموقراطية وهم يطلقون قذائف الهاون باتجاه بقعة الجهاديين. وكانت مقاتلة بينهم ترفع قذائف الهاون، الواحدة تلو الأخرى، وتضعها مع زميلها في القاذفة، ثم تبتعد عنها لتقف خلف ساتر قريب وتشد حبلا فتنطلق القذيفة نحو هدفها.

» نساء وأطفال

وعند مشارف الباغوز، ظهرت سحب كثيفة من الدخان تتصاعد فوق البلدة، بينما أحاط مقاتلون من قوات سوريا الديموقراطية وعناصر من التحالف الدولي بعشرات الأشخاص غالبيتهم نساء وأطفال علقت الرمال المتطايرة بوجوههم وثيابهم، ويرجح أنهم خرجوا خلال الساعات الأخيرة من الجيب المحاصر.

وتأتي المعارك اليوم بعد ساعات من إعلان مدير المركز الإعلامي في قوات سوريا الديموقراطية مصطفى بالي «استسلام ثلاثة آلاف إرهابي لقواتنا في الباغوز»، في ما اعتبره مؤشرا على أن «ساعة الحسم أصبحت أقرب من أي وقت مضى». و«استسلم» مقاتلو التنظيم، وفق بالي، «بشكل جماعي»، خلال الأيام الماضية.