د.ريم الدوسري

ساهمت المرأة منذ زمن طويل في إثراء الحراك الثقافي والاجتماعي والسياسي، ومن قرأ التاريخ الإسلامي يعلم جيدا أن المرأة تقلدت عدة مناصب، أثبتت من خلالها مهارتها وقدرتها. وطرز التاريخ أسماء كثير من النساء القياديات ومن أبرزهن «الشفاء العدوية» ولاها عمر بن الخطاب «رضي الله عنه» نظام الحسبة في السوق، وبذلك تكون أول وزيرة في الإسلام. وكان رضي الله عنه يجل ويقدر رأيها فيستشيرها في كثير من الأمور، ومن مهامها الفصل في المنازعات التجارية والمالية، بل وأكثر من ذلك فكانت تنظم حركة البيع وغيرها من الأمور التي تحتاج قائدا محنكا له رؤية ثاقبة. ومن الجدير بالذكر أن تمكينها ما هو إلا دليل على ثقة ابن الخطاب بها وبقدراتها الكامنة.

تعيين صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبد العزيز سفيرة لخادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية بمرتبة وزير، لتصبح بذلك أول سعودية تتولى هذا المنصب في أهم العواصم في العالم، جعلنا نسطر تاريخا جديدا في تاريخ المرأة السعودية. إنه يوم عظيم ومشرق لنا جميعا، حيث إن هذا التعيين والمنصب الذي تولته الأميرة ريما ما هو إلا قفزة جديدة ونموذج مشرف في تمكين المرأة السعودية وفق تحقيق رؤية 2030. فالجميع يعلم حساسية وصعوبة مهام هذا المنصب من خلال تنوع الأدوار السياسية والدبلوماسية والاقتصادية وغيرها.

سموها مجموعة إنسان، خليط متوازن من الثقافة، الطلاقة، الكريزما، الإصرار، الثقة، سرعة البديهة، القيادة على سبيل المثال لا الحصر، بل هي مركب سياسي، حيث تتلمذت من نعومة أظافرها في بيت مدرسة السياسة، فهي حفيدة الملك فيصل -رحمة الله عليه-، وابنة سياسي وخالها سعود الفيصل -رحمة الله عليه-، فنستطيع أن نقول إن الدبلوماسية تجري في دمها. سموها حققت الكثير من النجاحات في منصبها السابق في الهيئة العامة للرياضة، بالإضافة إلى بصمتها في الإعلام العالمي لإبراز الحقائق عن المملكة والتطورات التي تمر بها المملكة فاستحقت الثقة الممنوحة. فالمعيار إذن هو الكفاءة والجدارة والتميز.

وأود أن أقدم رسالة شكر وامتنان من نساء الوطن لقيادتنا الرشيدة لكل الاهتمام الذي تحظى به المرأة السعودية، فما هو إلا حافز لها لحصد المزيد من النجاحات ووضع بصماتها المتميزة في عدة مجالات.