الوكالات - بيروت

تستعد قوات سوريا الديموقراطية لإجلاء المزيد من المدنيين المحاصرين في جيب تنظيم داعش بشرق سوريا، في وقت يرتب خروج الآلاف في الأيام الأخيرة عبئا على الأكراد ومنظمات الإغاثة، فيما سلمت القوات العراق 14 مقاتلا فرنسيا داعشيا.

» ساعة الصفر

ومن شأن استكمال إجلاء المحاصرين من جيب التنظيم الأخير أن يحدد ساعة الصفر لقوات سوريا الديموقراطية من أجل حسم المعركة سواء عبر استسلام الإرهابيين أو إطلاق الهجوم الأخير ضدهم؛ تمهيدا لإعلان انتهاء «التنظيم».

وتوقع مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديموقراطية مصطفى بالي، في تصريح لوكالة فرانس برس، خروج عدد كبير من المدنيين الإثنين من الجيب المحاصر داخل بلدة الباغوز، الذي تبلغ مساحته نحو نصف كيلو متر مربع آملا أن تكون «الدفعة الأخيرة».

وقال بالي: حسب تقديرات قوات سوريا الديموقراطية، هناك «نحو خمسة آلاف شخص لا يزالون في الداخل» في آخر تحديث لبياناتها استنادا إلى معلومات جمعتها من الذين تم إجلاؤهم مؤخرا.

» نساء وأطفال

وخرج نحو خمسة آلاف شخص على دفعتين الأربعاء والجمعة من الباغوز غالبيتهم نساء وأطفال من عائلات داعش وصلوا إلى مخيم الهول شمالا، بينما تم نقل الرجال المشتبه بانتمائهم للتنظيم الإرهابي إلى مراكز اعتقال للتوسع في التحقيق معهم. ومنذ أكثر من أسبوع، تريثت قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن في هجومها الميداني لإفساح المجال أمام خروج المدنيين الذين فاق عددهم توقعاتها.

» اشتباكات متقطعة

وتدور اشتباكات متقطعة على محاور بعيدة عن مناطق تواجد المدنيين والممر الذي يخرجون منه.

ولم يُسجّل منذ الجمعة خروج أي من المحاصرين بحسب قوات سوريا الديموقراطية، إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد الإثنين بخروج نحو 1400 شخص من عائلات عناصر التنظيم خلال الـ24 ساعة الماضية من المزارع المحيطة بالباغوز.

وقال: إنه جرى نقلهم الأحد على متن شاحنات إلى الأراضي العراقية، بعيدا عن عدسات الإعلام.

» 45 ألفا

في شمال شرق سوريا، يكتظ مخيم الهول الذي تديره قوات سوريا الديموقراطية مع وصول المزيد من الأشخاص إليه، ويؤوي المخيم الذي يضم قسما خاصا بعائلات داعش، أكثر من 45 ألف شخص، وفق ما أفادت لجنة الإنقاذ الدولية الأحد.

ويضم المخيم آلاف العائلات التي فرت منذ 2017 من المعارك ضد التنظيم الإرهابي، بالإضافة إلى المئات من أسر مقاتليه الأجانب التي تقيم في قسم خاص يخضع لحراسة مشددة.

وتوقعت الأمم المتحدة ليل الجمعة السبت وصول «آلاف آخرين خلال الساعات والأيام المقبلة إلى المخيم، ما سيرتب ضغطا إضافيا على الخدمات الرئيسية»، وأكدت «الحاجة الماسة إلى خيم إضافية ومستلزمات صحية ومواد تنظيف».

وكانت قوات سوريا الديموقراطية ناشدت في وقت سابق المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة التدخل بشكل أكبر لتأمين حاجات الفارين، كون الأمر بات يفوق إمكانية الإدارة الذاتية.

» الاستسلام فقط

ويؤكد قياديون في قوات سوريا الديموقراطية أنه بعد انتهاء إجلاء المحاصرين في الباغوز لن يكون أمام مقاتلي تنظيم داعش إلا خيار الاستسلام أو الموت في هجوم تخطط لشنه تمهيدا لإعلان القضاء على التنظيم الإرهابي.

وقال عمر لـ«فرانس برس»:«في الأيام القليلة المقبلة، ستعلن قواتنا القضاء على تنظيم داعش، ولكن هذا لا يعني أننا قضينا على الإرهاب الذي يجب استئصاله من الجذور».

ولا يعني حسم المعركة في دير الزور انتهاء خطر التنظيم، في ظل قدرته على تحريك خلايا نائمة بالمناطق المحررة وانتشاره في البادية السورية المترامية المساحة.