كلمة اليوم

الكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - أمام قمة شرم الشيخ العربية الأوروبية ركزت على جملة من القضايا الملحة التي تهم الأمة العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية التي تهم العرب جميعا، والمملكة ما زالت تنادي بأهمية الشروع في تطبيق المشروع السعودي الذي تحول فيما بعد إلى مشروع عربي شامل، والذي أكد على أهمية قيام الدولتين لتسوية الأزمة الفلسطينية تسوية عادلة وشاملة ودائمة، تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، كما أقرتها القرارات الأممية ذات الصلة، وقد نادت المملكة في كل محفل عربي وإسلامي ودولي بأهمية تسوية هذه القضية العالقة، التي ما زالت تشكل بؤرة ساخنة في المنطقة.

وقد تناولت كلمته - حفظه الله - أزمة أخرى ما زالت تشكل بؤرة ساخنة، لا تهدد منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل تهدد العالم بأسره، وهي أزمة النظام الإيراني الدموي، الذي ما زال يصدر ثورته الإرهابية إلى كثير من أمصار وأقطار العالم، وما زال يدعم بمواقفه السياسية وأسلحته وعناصره كافة الميليشيات الإرهابية كما هو الحال في اليمن وسوريا ولبنان، محاولا بممارساته العدوانية تلك وتدخلاته السافرة في شؤون دول المنطقة تأجيج الأوضاع المتفجرة في بعضها ومحاولة فرض سيطرته وهيمنته على قراراتها.

وقد ناشد خادم الحرمين الشريفين في كلمته الضافية تلك بأهمية اتخاذ الموقف الدولي الموحد للالتزام بالقانون الدولي، الذي يحاول النظام الإيراني التلاعب بمقتضياته ومسلماته والقفزعلى نصوصه، كما أن المملكة من جانب آخر تؤكد دائما على أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية وفقا للمبادرة الخليجية ونتائج الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن 2216 وبدون هذا الحل فإن الأزمة ستبقى قائمة.

ومن هذا المنطلق، فإن الضرورة ملحة - كما أكدت المملكة باستمرار- على أهمية تضافر الجهود الدولية من أجل دعم الشرعية اليمنية والضغط على الميليشيات الحوثية الإرهابية الانقلابية المدعومة من قبل النظام الإيراني الدموي للانصياع لإرادة المجتمع الدولي، والانصياع لإرادة الشعب اليمني، الذي اختار بمحض حريته قيادته الشرعية التي لا بد أن تمارس صلاحياتها لإنقاذ اليمن من أزماته الحالية.

لقد وضعت كلمة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أمام قمة شرم الشيخ النقاط على حروفها، فالمملكة بذلت - كما جاء في نص الكلمة - جهودا كبيرة ومضنية لإنجاح مشاورات السويد الأخيرة، التي ما زالت تمثل مفتاح الحل الصائب لأزمة اليمن، غير أن الميليشيات الحوثية الإرهابية أبت إلا القفز على تلك المشاورات لإفشالها والمراهنة على استمرار الحرب في اليمن إلى ما لا نهاية، وهو أمر مرفوض من قبل المملكة ومن قبل الشعب اليمني ومن كافة دول العالم المحبة للحرية والاستقرار والسيادة.

من جانب آخر، فإن المملكة بكل أثقالها السياسية والاقتصادية وتأدية لواجبها الإنساني تسعى جاهدة لحل كافة الأزمات التي تواجه الشعوب العربية والإسلامية، كما أن المملكة - في ذات الوقت - تأمل أن تسعى قمة شرم الشيخ لتعزيز العلاقات العربية الأوروبية، فالشراكة مهمة بين دول الجانبين من أجل الوصول إلى الأهداف والغايات المنشودة المتوخاة، وهي نشر الرخاء والنماء والرفاهية داخل شعوب تلك الدول.