إبراهيم باحاذق

تختلف أهمية الوقت وطرق استثماره من شخص لآخر، كما تختلف أيضا باختلاف البيئات والمجتمعات التي يعيش بها، وهناك من يعيشون حياتهم بفوضى عارمة دون وجود تنظيم وإدارة لأوقاتهم، فلا يضعون جداول لتنظيمها أو خططا توضح لهم أهم أعمالهم.

وكثيرا ما يقول البعض إن لديه وقت فراغ كبيرا وإنه يشعر بالملل من روتين الحياة، والحقيقة أنه ليس هناك ما يسمى بوقت الفراغ، حيث إنه يجب على الفرد ما إن ينتهي من عمل حتى يبدأ بإنجاز عمل آخر، ويسعى لأن يستثمر وقته أشد استثمار.

وينبغي على الإنسان أن يدرك أن الوقت يحتل مكانة كبيرة في حياته، فهو يمثل عمر الإنسان، ولذلك من الضروري أن يستغل الإنسان وقته على أكمل وجه؛ كى يحقق لنفسه السعادة، ويستفيد من وقته بما يعود عليه بالمنفعة، وعليه أن يدرك أيضا أن الوقت أغلى من أن يتم إنفاقه في ما لا ينفعه.

وهناك العديد من فوائد إدارة الوقت التي تعود على الفرد والمجتمع بشكل ايجابي، لعل من أهمها: الحصول على فرصة كافية للراحة، وعلى ساعات أطول من أوقات الفراغ، كما أنه يعمل على الحد من الشعور بالقلق والتوتر والإحباط، ويزيد من القدرة على تحقيق الأهداف، بالإضافة إلى أنه يساعد على تحقيق الاستقرار بشكل عام في الحياة، والتقدم في الحياة المهنية، وعمل تحسين في العلاقات الاجتماعية، وتقليل الوقت الضائع، وزيادة الإنتاج، وخلق حالة من التوازن بين الالتزامات العائلية والتزامات العمل، وأيضا تقوية الجسم والعقل البشري وتعزيز عملهما بطريقة أفضل.

وتوجد عديد من الأمور التي تساعد على إدارة الوقت، على رأسها: إعداد خطة أو جدول لتنظيم الوقت، حيث يكتب الشخص الأشياء المهمة التي يجب أن يتم إنجازها بشكل يومي، ثم يتم ملء الجدول بالأعمال الأخرى التي يرغب الشخص القيام بها في بقية أيام الأسبوع.

كما يجب مراعاة النوم الكافي من أجل الحفاظ على إدارة الوقت، حيث إن النوم المنتظم يساعد على تعزيز قدرة الإنسان على تنظيم وقته، وذلك لقدرة النوم المنتظم على تحسين آلية عمل الدماغ، حيث يجعلها تعمل بطريقة مثالية، كما أن النوم يقوم بتقليل الإجهاد الذي قد يشعر به أي شخص في نهاية يومه، ويزيد من التركيز اللازم لتحقيق أهدافه ومهامه اليومية، كما يساعد وضع الأشياء بشكل منظم في أماكنها الصحيحة أو المعتادة على التقليل من الوقت الضائع كل يوم في البحث عن الأغراض الخاصة بك.

ويمكن تخصيص بعض الوقت للقيام بالأنشطة الترفيهية في نهاية كل أسبوع، فهذا يساعد على تغيير الشعور بالروتين اليومي الناتج بسبب العمل أو الدراسة، فيجب أن يكون هناك وقت للعمل ووقت للترفيه عن الذات، مهما كان الشخص مشغولا، حيث يفضل أن يقوم بتنفيذ بعض تقنيات إدارة الوقت، وذلك من خلال الانتهاء من جميع الالتزامات في وقت مبكر.