صالح بن حنيتم

نعلم أن للفن رسالة من خلال ما يبث من مسلسلات أو أفلام عن أي دولة، حيث يستطيع المشاهد أن يستشف ثقافة تلك الدولة بحيث يكون لديه صورة ذهنية مبدئية قبل أن يزورها، وخير دليل ما تقوم به أستديوهات (هوليوود) من ترسيخ للثقافة الأمريكية وتلميعها حتى غزت العالم، ومثال على ذلك ثقافة الوجبات السريعة، وماذا عن (الدراما) الكويتية!؟ ما ذكرته عن (هوليوود) صحيح لأن الأعمال تخضع لتمحيص ودراسة، فهل تم اختيار السيناريو للأعمال الكويتية بعناية؟ وهل قام الفنانون والفنانات بالدور كما يجب دون مبالغة في الأداء أو في تغيير الأشكال من (تنفيخ شفايف) وغيرها من تضخيم لبعض الكتل الجسدية!؟ إذا كانت الإجابة، بنعم، ستكون الرسالة من خلف تلك الأعمال إيجابية، ولكن عندما يبتعد من يكون خلف تلك الأعمال من المنتج، إلى المخرج مرورا بكل الكوادر التي تعمل في تلك الأعمال الدرامية أيا كان عن نقل الصورة الإيجابية بحكم أن المشاهد يحب الإثارة ولا تستهويه المسلسلات الخالية من (بهارات) التشويق ولو على حساب إخلاق وثقافة الشعب، فسيكسب المنتج ولكن قد يكون سببا في خسارة سمعة بلده! (لا سمح الله).

عن نفسي لو لم أكن أعرف أهل الكويت من خلال زياراتي المتكررة وعلاقاتي مع عدد لا بأس به، لارتسمت لدي صورة سلبية في ذهني عن هذا البلد الرائع المتصف بكرم وطيبة أهله، بكل أسف من يتابع أغلب وليس كل (الدراما) الكويتية، لا يشاهد سوى مشاكل زوجية عائلية، خلافات أسرية، مراهقات شبابية، ومواضيع السهرات والاستراحات لا أستطيع أن أذكرها في مقالي المتواضع، ومن يتابع المسلسلات الكويتية يعي ما أقصده.. الخ... طبعا ما ينقل في المسلسلات ربما يكون من واقع، ولكن إذا أخذنا الموضوع من زاوية نسبة وتناسب، فسنجد أن تلك المشاكل عبارة عن نقطة سوداء في صفحة بيضاء، إذن لماذا التركيز على نقطة بسيطة والتجاهل عن ذكر الجمال والطيب والأصالة في أعمال الدراما الكويتية.

ما دفعني للحديث حول هذا الموضوع هو أنني شاركت في معرض الكويت الدولي عن السلامة والأمن والصحة والبيئة في الكويت الأسبوع الماضي، وكنا نلتقي طيلة أيام المؤتمر ونتحدث عن دول الخليج بكل شفافية، وتكرر الحديث عن حياة الكويتيين التي رسمتها لنا الدراما الكويتية، وكان من المتحدثين سيدة وقورة مثقفة وكانت تتحدث بحرقة عما تقوم به المسلسلات الكويتية من تشويه، واختتمت حديثها الشيق وبلهجتها الكويتية الجميلة، الكويت (مو جذيه) ورددتها بحرقة!

ليس القصد أن يقوم من يكتب (السيناريو) الكويتي وغيره بتلميع الصورة عن المجتمع، ولكن (يا معود) يا من تكتب القصة أو الحبكة، خلك عقلاني وإذا كان لا بد من ذكر السلبيات، اذكر الإيجابيات كذلك.

ختاما.. لكل من يكتب عملا دراميا سواء كان كويتيا أو غيره، أن يجعل مصلحة وسمعة بلده تجري في حبر قلمه وهذا هو المكسب.