كلمة اليوم

كما أكد معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية يوم أمس الأول خلال مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الباكستاني، فإن من الغرابة بمكان أن يوجه النظام الإيراني الدموي الاتهام إلى باكستان بضلوعها في الهجوم الذي استهدف الحرس الثوري الإيراني في مدينة زاهدان الإيرانية، بينما يمثل النظام في حقيقة الأمر ملاذا للإرهابيين، وتمثل إيران الراعي الأول للإرهاب في العالم، ولا يحق لحكام طهران أن يتهموا الآخرين بالإرهاب، وهم يقومون بتسويق ظاهرة الإرهاب عبر تصدير ثورتهم إلى العديد من أقطار العالم وأمصاره، بما فيها دول منطقة الشرق الأوسط التي مازالت تعاني الأمرين من التدخل السافر في شؤونها ومواصلة تأجيج النزاعات والحروب والفتن فيها، كما هو الحال في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، فالعالم بأسره مازال يدين ظاهرة الإرهاب ويدين من يسوقون ويروجون لها وعلى رأسهم حكام طهران.

ومن الغرابة إزاء ذلك أن يكيل النظام الإيراني الاتهامات جزافا لباكستان وغيرها من الدول المناهضة لظاهرة الإرهاب، وهو يقوم في السر والعلن بالتحريض على تلك الظاهرة وممارسة أشكالها وإيواء تنظيم القاعدة في الأراضي الإيرانية، فذلك النظام يمثل ملاذا للإرهاب، وستظل المملكة والدول الحليفة لها ومن بينها باكستان تواجه بشدة تلك التحديات، وتتعاون باستمرار لمكافحة ظاهرة الإرهاب وتقليم أظافر الإرهابيين أينما وجدوا، دعما لعوامل الأمن والاستقرار والسيادة في سائر دول العالم دون استثناء، وتلك مواجهة تسعى المملكة لتحويلها إلى إستراتيجية عالمية لمكافحة تلك الآفة الخبيثة وصناعها.

ومن هذا المنطلق فإن المملكة وباكستان، احتواءً للإرهاب والحد من انتشاره، تعملان على التوصل لتسوية فاعلة بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية بتطبيق حل سلمي للأزمة القائمة بينهما، فالمصالح الإستراتيجية بين المملكة وسائر الدول الصديقة تقتضي احتواء ظاهرة الإرهاب واجتثاثها من جذورها في أي مكان، فأغلب دول العالم تضررت بشكل أو بآخر من ويلات وكوارث تلك الظاهرة، التي يسعى مروجوها لبث الحروب والنزاعات والأزمات والطائفية، ونشر بذور الكراهية داخل ربوع تلك الدول التواقة دائما للتخلص من ظاهرة الإرهاب، ووضع حدود قاطعة تحول دون تفشي أخطارها ومآسيها.

وقد وصل الإرهاب الإيراني إلى ذروته من خلال تهديداته المعلنة والمباشرة لأمن واستقرار دول المنطقة العربية والعالم، وقد أدت تلك التهديدات إلى فرض عقوبات دولية على نظام إيران لمنعه من مد أخطبوطه الإرهابي إلى كثير من الأمصار والأقطار في الغرب والشرق.

والمصالح الإستراتيجية المتبادلة بين المملكة وكثير من الدول الصديقة ومن بينها باكستان، تقتضي بالضرورة تنسيق المواقف المشتركة لمكافحة ظاهرة الإرهاب بكل أشكالها الشريرة، فهي ظاهرة لا تنسجم إطلاقا مع تلك المصالح التي تستهدف الحفاظ على المنجزات الحضارية لدول العالم، والتي تستهدف المضي في بناء الشعوب على قواعد سليمة خالية من تلك المنغصات التي يبثها الإرهابيون بين صفوف الدول المحبة للأمن والاستقرار والسلام، ومازالت المملكة تضرب بيد من حديد على كل إرهابي يحاول العبث بأمنها، ومازالت متعاضدة مع كافة دول العالم للتخلص من تلك الظاهرة الشيطانية الخبيثة والتخلص من دعاتها ومروجيها.