شهد بالحداد - الدمام

رافقت الموسيقار العالمي «ياني» في جولته بالعلا..

تمكنت المرشدة السياحية شهد سعيد بدير من لفت أنظار الزوار من خارج المملكة لمحافظة العلا؛ لما تملكه من قدرة على التعريف بتاريخ وحضارة المحافظة، من خلال لغتها الإنجليزية المتقنة ومعلوماتها الثرية إضافة لثقتها العالية في التعامل مع الجمهور من مختلف مناطق المملكة والعالم.

«اليوم» التقت بالمرشدة شهد بدير ذات الـ23 ربيعا، والتي تخرجت من قسم اللغة الإنجليزية، ومارست مهنة التصوير الفوتوغرافي، ثم عملت مديرة للسياحة في أحد المنتجعات، لتحصل بعدها على رخصة الإرشاد السياحي وتمارس مهنة «مرشدة سياحية حرة» في مدينة العلا.

¿ كيف كانت بداية دخولك في مجال الإرشاد السياحي؟

- في البداية لم يكن لدي أي اهتمام بمجال السياحة والآثار، ودخلت فيه كتجربة، حيث قابلت خلال عملي بالتصوير المرشد السياحي أحمد الإمام، وبدأت بطرح الأسئلة عليه حول المجال ليبدأ حينها الاهتمام، وخرجت في رحلات سياحية معه، وأعطاني فرصة أن أقوم بالشرح خلال الجولات والرحلات، وقتها قررت أن أصبح مرشدة سياحية رسمية عن طريق التقديم لرخصة الإرشاد السياحي، وأرى أني كلما تعمقت في البحث ومعرفة الحضارات والآثار تعلقت به أكثر.

¿ كيف استطعتِ الاستفادة من تخصصك الجامعي في مجال الإرشاد السياحي؟

- ساعدتني اللغة الإنجليزية كثيرا، حيث إنها تدخل في جميع المجالات، وتفتح أبوابا كثيرة، وتساعد على الانخراط مع جميع الزوار لمحافظة العلا.

¿ هل توقعتِ أن تصل محافظة العلا للمستوى الذي نراه الآن؟

- لم أتوقع هذا أبدا، فأنا دائما ما كنت أسعى أن أكمل دراستي في الخارج، وحينما أعلن ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود تأسيس الهيئة الملكية في محافظة العلا، تغيرت نظرتي وتركت موضوع الابتعاث، وبدأت بالعمل على تطوير نفسي وأن أبدأ من الصفر.

¿ كيف كانت إجراءات الرخصة السياحية؟

- أخذت الرخصة بعد حوالي 8 شهور، وكانت الإجراءات طويلة ومتعبة، دورات تدريبية مثل الإسعافات الأولية وغيرها، بعدها اختبار «قياس» الذي يختبر المعلومات وهو أصعب مرحلة، وشخصيا أرى من الجيد أن تكون الإجراءات صعبة؛ وذلك لأن المرشد السياحي هو واجهة البلد، ويجب أن يكون مستعدا 100%، وكل مرحلة من مراحل الرخصة مهمة جدا، ولكن يفضل أن يتم تسريع عملية صدور الرخصة.

¿ حدثينا عن جولة الإرشاد السياحية التي قمتي بها مع العازف «ياني».

- نحن كمرشدين قمنا بتوقيع عقد مع الهيئة الملكية في محافظة العلا، بحيث كل نهاية أسبوع نكون متواجدين في مواقعنا للإرشاد السياحي للزوار، وفي وقت حضور «ياني» يوم السبت طلبوا مرشدا لديه لغة جيدة وخبرة في الموقع، ووقع الاختيار علي، وكان العازف «ياني» منبهرا بالصحراء، وحدثني أنه ولِد في منطقة على الشاطئ، وليس لديه أي فكرة عن الصحراء، وحينما وصل لمحافظة العلا شعر بأنه طفل صغير يستكشف شيئا جديدا.

¿ كيف تصفين ردود فعل زوار العلا خلال الجولات السياحية، خصوصا من خارج المملكة؟

- أكثر ما أحبه في عملي رؤية ردود فعل الأجانب من الزوار حول جمال بلادي، فالجميع مبهورون، ولديهم فضول ورغبة بالتعرف على ثقافتنا، ليروا الصورة الإيجابية الحقيقية، والتي تختلف عن الصورة النمطية التي كانت لديهم.

¿ ما هي أبرز التحديات التي واجهتك في مجال عملك؟

- التنقل كان من أكثر التحديات التي واجهتني، ولكن تمكنت من الحصول على رخصة قيادة وتغلبت على هذا التحدي.

كما أن تقبل المجتمع كان صعبا، بالنظر إلى أن المهنة جديدة وكانت مقصورة على الرجال، لذلك أتمنى أن نرى مرشدات سياحيات أكثر في المملكة، وأن يتم تقبل المهنة من المجتمع، فنحن نحاول أن نكون واجهة سياحية للبلد ونقدمها بأفضل طريقة ممكنة.

¿ وماذا أضافت لك تجربة الإرشاد السياحي؟

- استفدت منها في تطوير نواح شخصية كثيرة، واستطعت التغلب على رهبة الوقوف أمام الجمهور، كما تحسنت لغتي الإنجليزية بشكل كبير جدا مع الممارسة، وساعدتني التجربة في التعرف على أشخاص كثر من جميع فئات المجتمع، إضافة إلى زيادة الثقة بالنفس وغيرها.