كلمة اليوم

شهدتْ العاصمة الرياض - كما غيرها من مناطق البلاد فيما سبق - ليل الأربعاء الماضي حفلا استثنائيا، دشن خلاله قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - عددا من المشاريع الحيوية، ووضع بنفس الوقت حجر أساس أخرى، بلغ مجموعها 1281 مشروعا بتكلفة إجمالية تقدر بـ 82 مليار ريال، شملتْ كافة قطاعات الخدمة العامة من التعليم والصحة والطرق والإسكان وسواها، في سياق مشاريع متوالية التنمية المستدامة التي يقودها - حفظه الله - في إطار الرؤية السعودية 2030، والتي اكتظتْ في روزنامتها المواعيد الوطنية العملاقة، التي تستهدف ترقية الوطن ورفعته إلى الموقع الذي يستحقه بين أمم الأرض. ومشاريع الرياض ليستْ استثناءً، فقد سبقتها يد الإنماء والتطوير إلى غيرها من مناطق البلاد خلال الزيارات الملكية الكريمة التي شملت عددا من المناطق كالمنطقة الشرقية والغربية والقصيم وحائل وتبوك والجوف والحدود الشمالية وغيرها، لكن اللافت في الأمر، والذي يستوقفنا اليوم في هذه الكلمة، ليس فقط حجم المشاريع ولا تكلفتها العملاقة التي تؤكد متانة اقتصاد هذا الوطن وقوته رغم كل الظروف الإقليمية والدولية المحيطة، وإنما إلى جانب ذلك، حرص القيادة في كل مرة على رش عطر الفرح في كل أرجاء وتفاصيل وأجزاء الوطن، لتشمل السجناء المعسرين الذين ما غابوا أبدًا، ولا غابتْ أسرهم عن وجدان الملك الإنسان سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، ليدفعوا بقارورة عطر الفرح الوطني ليلامس شذاها مشاعر الجميع، لذلك كان الأمر بإطلاق سراح السجناء المعسرين من المواطنين في المنطقة والموقوفين بقضايا حقوقية وليستْ جنائية ممن لا تزيد مديونياتهم على مليون ريال، وثبت إعسارهم شرعا، وتسديد المبالغ المستحقة عليهم، كان هذا الأمر الملكي الكريم بمثابة (متلازمة العطر) التي أرادت القيادة أن تحتضن بها كافة مفردات الوطن، حتى تعم الفرحة أولئك السجناء في الحقوق الخاصة غير الجنائية وأسرهم، ولتبعث برسالة سامية مفادها بأن الدولة التي تعوّدتْ أن تحتفل مع مواطنيها كل مرة، في كل منطقة، لا تنسى أي شريحة، وتصرّ على أن يقتسم الجميع مباهج الفرح في مثل هذه المناسبات الوطنية الخالدة، التي تجسد عمق العلاقة ما بين القيادة والشعب، وموقع الفرد أيا كان في وجدان زعيم الأمة، خاصة حينما يتصل الأمر بمناسبات وطنية تستدعي رش العطر ليحظى به الجميع.