محمد العويس - الأحساء

الأمانة دعت ملاكها للعناية بها



ظلت مباني الطين وسط الأحياء القديمة والتاريخية في الأحساء، شامخة على مدار مئات السنين، في مشهد تراثي عميق، يوحي بقدم تاريخ الاستيطان البشري في مناطق أوساط مدينة الهفوف والمبرز.

ومع توجهات الجهات الحكومية في الأحساء ممثلة في أمانة الأحساء، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والتي تكاتفت في سعيها لعملية إبقاء تلك المباني الطينية والتراثية والمحافظة عليها وعدم إزالتها، ظهرت مؤشرات الخوف من سكان تلك الأحياء من تهالكها ودخولها في وصف «الآيلة للسقوط»، لاسيما وأن بعضها أصبح مرتعا للأوساخ، وربما مكانا مشبوها، نظير إهمال ملاكها وعدم العناية بها لسنوات طويلة.

أوساط المدن

وحول تلك المشاهد دعا أمين الأحساء المهندس عادل الملحم كافة أهالي وملاك المباني التاريخية والتراثية في الأحساء للعناية بها وعدم إهمالها، وأكد في حديثه لـ«اليوم»، أن كل مواطن يتمنى المحافظة على التراث وأصالته مهما كان حجمه، ومن واقع مسؤوليات الأمانة المحافظة على أرواح المجتمع، ونحن نناشد الجميع بأهمية عدم إهمال المباني التاريخية والطينية في أوساط المدن، سواء في الهفوف أو المبرز أو العيون أو غيرها من المدن أو القرى أن يحافظ عليه.

جزء مهم

وأشار في معرض حديثه إلى أنه إذا كانت الأحساء وصلت للعالمية فتلك المنازل الطينية تمثل جزءا مهما في تحقيق عنصر الحفاظ على التراث والبيوت القديمة والشعبية، ونتطلع أن نلزم ملاك تلك المباني التاريخية والأثرية بالمحافظة عليها، بدلا من تداعيات كونها آيلة للسقوط.

وأوضح الملحم أن الأمانة على استعداد تام للترخيص لملاك المباني الأثرية والتاريخية لممارسة الأنشطة التجارية، والتي تسهم في إنعاش المناطق القديمة، كمقاه أو مطاعم وفقا للأنظمة والتعليمات.

اللجنة الفرعية

إلى ذلك قال المتحدث الرسمي بمديرية الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية المقدم عبدالهادي الشهراني لـ «اليوم»: يعتبر دور الدفاع المدني حول ما يخص المباني الآيلة للسقوط المشاركة بمندوب يمثلها ضمن اللجنة الفنية الفرعية، وهي برئاسة البلدية ومشكلة وفقا لما ورد من نصوص في نظام البلديات والقرى الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/٥ في ١٣٩٨/٢/٢١هـ، ولائحة تنمية وتطوير القرى الصادرة بقرار مجلس الوزراء رقم ٣ في تاريخ ١٤٠٣/١/١هـ وذلك بتشكيل لجان محلية فنية في المدن والقرى للوقوف على المباني وعمل تقارير فنية ومن ثم إحالة تقرير اللجنة الفنية إلى البلدية لاستكمال الإجراءات اللازمة.

تاريخ عريق

المواطن أسامة العصفور قال: الأحساء عرفت بتاريخها العريق بدليل تلك المباني القديمة الموجودة في عدد من المواقع والأحياء، منها ما ظل متماسكا، وأخرى انهارت مع الزمن، وأصبحت تشكل خطرا كبيرا على الأهالي والمارة في تلك الأحياء، رغم أن الكثير هجروا تلك المنازل إلا أن البعض ما زال يتردد عليها ومنهم من يسكن قريبا منها، ونحن هنا نتطلع للمحافظة على تلك المباني الجميلة، لتكون شاهدا حقيقيا للأجيال القادمة على تراث الأحساء وتاريخها.

تشكيل لجنة

وأضاف المواطن ماهر المخايطة: نتطلع إلى تشكيل لجنة مختصة للنظر في حال تلك المواقع والأحياء القديمة، وعمل دراسة وافية ودقيقة للمباني الطينية، وخصوصا الآيلة للسقوط، والعمل جديا على تطويرها وترميمها وتحويلها إلى مواقع جذب سياحي ذات تاريخ قديم تحتوي على ديوانيات وفنادق ومطاعم وجلسات من الطراز القديم، وبدلا من أن تكون هذه المواقع في عشوائية كما هي عليه الآن من مبان منها مهجورة وأخرى تم تأجيرها لعمالة وافدة ومنها الآيلة للسقوط.