صفاء قرة محمد - بيروت

أثار إسناد حقيبة الصحة في الحكومة اللبنانية لـ«حزب الله»، جدلا واسعا وقلقا كبيرا لدى الدوائر الغربية والأمريكية تحديدا التي وجدت فيه استغلالا حتميا سيمارسه الحزب لهذه الوزارة الحيوية، لكن المستغرب هو نفي أمين عام الحزب حسن نصر الله لاستخدامهم وزارة الصحة لمصالح خاصة، إلا أن نصر الله في حديثه الأخير كشف عن إستراتيجية عمله وتغلغله بمؤسسات الدولة ومرافقها الحيوية.

» بالون اختبار

ويوضح المعارض الشيعي لـ«حزب الله» المحلل السياسي لقمان سليم في تصريح لـ«اليوم»، أنه حينما دعا «نصر الله» إلى الهدوء، بدا وكأنه أستاذ مدرسة، واقترح نفسه وصيا أو ولي أمر للبنانيين، يدعوهم إلى الهدوء حينما يشاء.

ويقول سليم: أما فيما يتعلق بحديثه عن وزارة الصحة، أعتقد أنه خير دليل على أهمية ما أقدم عليه «حزب الله» بمطالبته بهذه الوزارة الخدمية، فكانت وزارة الصحة أشبه ببالون اختبار؛ لأن من يتولاها اليوم يمكن أن يطالب غدا بتولي شؤون أخرى أو إدارات أو مؤسسات ووزارات أخرى.

» إعلان صريح

وأشار سليم إلى أن «نصرالله» أعلن بشكل واضح وصريح عن إستراتيجية التغلغل التي يعتمدها الحزب، فقالها صراحة: نعم «إذا كان يزعجكم بأن نأتي بطبيب حزبي بإمكاننا أن نجلب صديقا موثوقا ونتحكم بقراراته وخياراته»، لهذا فإن ما قاله «نصرالله» يجب أن يحمل محمل الأحداث الجارية، وأن يقرأ كدرس عن إستراتيجيات التغلغل والتسلل التي يعتمدها «حزب الله» لوضع يده على مفاصل الدولة اللبنانية.

وأضاف المحلل السياسي: لا يمكننا أن ننسى أن المرة الأولى التي شارك فيها «حزب الله» مباشرة بالحكومة اللبنانية كانت في العام 2005 بعد انسحاب القوات السورية، وكان هنالك تصريح شهير لنائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم يقول فيه: نحن ندخل اليوم الحكومة بشكل مباشر لأن الوجود السوري كان موضع ثقة فإن الحكومة لا تخرج عن طوعنا، أما اليوم فنحن بحاجة لأن نراقب من الداخل.

» تحذيرات أمريكية

وحصل «حزب الله» على ثلاثة مقاعد في حكومة الوحدة الوطنية الجديدة التي تشكلت الأسبوع الماضي بعد أشهر من المشاحنات السياسية، واختار الحزب جميل جبق وزيرا للصحة، لتكون بذلك المرة الأولى التي يتولى فيها وزارة ذات ميزانية كبيرة.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية طالبت الحكومة اللبنانية الجديدة الأسبوع الماضي بضمان عدم ذهاب موارد الحكومة لدعم «حزب الله» الذي تعتبره واشنطن «منظمة إرهابية».

واستهدفت الولايات المتحدة الحزب بعقوبات جديدة في إطار إستراتيجيتها لمواجهة إيران.

وقال أمينه العام «نصر الله»: إن الحزب اختار وزيرا للصحة مقربا من الحزب وليس عضوا فيه حتى تتسنى له حرية الحركة والسفر والاتصال.