«ذي هيل»

حذرت صحيفة «ذي هيل» الأمريكية من عودة سباق التسلح النووي من جديد، في أعقاب إعلان إدارة الرئيس دونالد ترامب عزم الولايات المتحدة الانسحاب من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى (INF)، التي وقّعها الرئيس السابق رونالد ريغان في عام 1987.

» بداية النهاية

وبحسب مقال بموقع الصحيفة، منشور الإثنين الماضي، لـ «توم كولينا»، مدير السياسات في Ploughshares Fund، وهي مؤسسة غير ربحية معنية بالحد من انتشار الأسلحة النووية، فإن هذه المعاهدة كانت بمثابة بداية نهاية الحرب الباردة.

وتابع الكاتب: «أدت اتفاقية INF وما تلاها من اتفاقيات إلى التخلص من الآلاف من الأسلحة النووية في روسيا». وأضاف: «في أعقاب الإعلان الأمريكي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن بلاده سوف تحذو حذو أمريكا، معلنا أن موسكو ستعلق العمل بالمعاهدة.

وأشار إلى أن بلاده ستبدأ البحث والتطوير مثلما ستفعل أمريكا». ومضى الكاتب يقول: «بالطبع وبكل تأكيد، هكذا يبدأ سباق التسلح، لقد رأينا هذا الفيلم من قبل، ولا ينتهي نهاية جيدة في السباق الأول، بنت الولايات المتحدة ترسانة نووية كبيرة بجنون بلغت ذروتها بأكثر من 30 ألف رأس حربي في الستينيات، وكان لدى الاتحاد السوفييتي 40 ألفا».

» تذكير بالفوائد

وأضاف الكاتب «توم كولينا»: اليوم، بفضل اتفاقيات الحد من الأسلحة الموجودة الآن، انخفض العدد لدى الجانبين إلى حوالي 4 آلاف لكل منهما، لا يزال هناك الكثير جدا، ولكن كان ذلك في الاتجاه الصحيح.

وأشار الكاتب أيضا إلى أن التعقل العالمي حقق تقدما للأمام في عام 1985، عندما أعلن الرئيس ريغان ورئيس الوزراء السوفييتي جورباتشوف أن الحرب النووية لا يمكن كسبها ويجب عدم خوضها أبداً. ولفت إلى أن ثمرة هذا الاتفاق كانت معاهدة INF بعد عامين، موضحا أن الحرب الباردة بدأت في الذوبان وتلاشت مع انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1992.

» النسخة الثانية

وقال «توم كولينا»: «لكن في سباق التسلح الثاني: الجزء الثاني، أصبح لدينا الآن الرئيسان الأمريكي والروسي يتآمران في الاتجاه المعاكس - لقتل التحكم في الأسلحة النووية، ليس سرا أن روسيا كانت تتغاضى عن حدود معاهدة INF لعدة سنوات، سعيا وراء مخرج، وللأسف، نشرت موسكو صواريخ كروز المحرمة بالقرب من حدودها الغربية».

وتابع: «بدلا من السعي إلى إبقاء روسيا داخل INF وبالتالي تقييدها، منح الرئيس ترامب لنظيره الروسي بوتين تصريحًا مجانيًا للخروج من المعاهدة، قريبا، ستتمكن روسيا من الانسحاب من المعاهدة، وإلقاء اللوم على الولايات المتحدة وبناء أكبر عدد من الصواريخ متوسطة المدى كما تشاء، هذا ليس تقدما، هذا ليس حلا، هذا يجعل الأمور أسوأ».

» كيفية الحل

وأضاف «كولينا»: «يمكن لإدارة ترامب أن تسعى إلى إنقاذ INF عن طريق الجلوس مع موسكو ووضع كل المخاوف على الطاولة، روسيا لديها مشاكلها مع INF، مثل نشر صواريخ اعتراضية أمريكية في بولندا ورومانيا».

وأبان الكاتب: «هناك سابقة لهذا، في الثمانينيات من القرن الماضي، حيث اتهمت إدارة ريغان روسيا بانتهاك معاهدة الصواريخ المضادة للباليستية، هل ترك الرئيس ريغان المعاهدة في نوبة غضب؟ لا، لقد عمل مع موسكو كي تعود إلى الامتثال لها، هذا ما يجب على الرئيس ترامب فعله اليوم».