كلمة اليوم

القول بأن مؤتمر وارسو المقررعقده في بولندا يومي 13 و 14 من فبراير الجاري سيشهد من القرارات مايردع الأطماع الايرانية بالمنطقة لاسيما بعد ضلوع حكام طهران المشهود في دعم وتمويل الارهاب في العديد من دول الشرق والغرب ، وقد صنف النظام الايراني دوليا بأنه الراعي الأول للارهاب في العالم ، هذا القول يجنح الى الصواب ذلك أن الاجماع الدولي أضحى من القوة بشكل يصنع مواجهة دولية للسلوك الايراني المشين والارهابي المهدد لأمن واستقرار وسيادة دولم العالم قاطبة وليس لزعزعة الأمن في دول منطقة الشرق الأوسط فحسب ، وبحضور مسؤولين يمثلون نحو 70 دولة لتشكيل مواجهة حقيقية ورادعة توقف ايران عند حدودها يمثل تصميما دوليا على مجابهة الخطر الايراني ومكافحته .

لقد أضحى الارهاب الايراني مشكلة كأداء لابد من مواجهتها بقوة دولية ضاربة تحول دون استمرارية المؤامرات والمخططات الايرانية التي تستهدف استقرار دول العالم بشكل عام واستقرار دول المنطقة العربية بشكل خاص ، فهي المحرك الأساس للارهاب داخل معظم الدول وقد عانت المجتمعات البشرية الأمرين من تلك المؤامرات والمخططات التي تنذر بتوسع الارهاب وتفشيه في كل مكان اذا ترك الحبل على الغارب ، وتركت الأصابع الايرانية الارهابية تعيث فسادا ودمارا وخرابا في كثير من أمصار وأقطار العالم .

ومن الخطأ الفادح اغفال الأدوارالايرانية الارهابية التي يمارسها حكام طهران في لبنان واليمن وسوريا وغيرها من الأقطارالعربية والأجنبية، والبنود المطروحة للنقاش في اجتماع وارسو سوف تؤدي بالنتيجة والضرورة الى عمل مايمكن عمله لوقف امداد نظام الملالي للحوثيين بالصواريخ البالستية.

ومن المعروف أن حكام طهران منذ قيام ثورتهم الدموية وهم يسعون لاشعال الحروب والأزمات في المنطقة ، وليس أدل على ذلك من تصعيدهم للأزمة القائمة في اليمن ، وتعيينهم حزب الله الارهابي ممثلا لهم في المنطقة لاشعال بؤرالتنوتر في بعض دولها ، والعمل على نشر بذور الطائفية والفتن والنزاعات فيها ، وتنظيم مؤتمر وارسو يعد خطوة ايجابية وحاسمة وضرورية لوقف الأطماع الايرانية في المنطقة التي ماعادت خافية على أحد .

ولاشك أن مثلث الشرالمتمثل في طهران والدوحة وأنقرة يشكل بحجمه الحالي أكبر خطر يواجه دول مجلس التعاون الخليجي وسائر دول المنطقة ، بل يشكل خطرا ماحقا على كثير من دول العالم المحبة للحرية والاستقرار والسيادة ، وهنا تبرز أهمية هذا الاجتماع الدولي الحيوي لمواجهة أخطار هذا المثلث الارهابي .

وازاء ذلك فان الأمر يستدعي صدور قرارات ايجابية وفاعلة لابد أن تتمخض عنها اجتماعات وارسو كطريقة آمنة لمواجهة الارهاب الايراني وارهاب أعوان ايران وأذنابها في المنطقة والعالم ، ولابد من ظهور موقف دولي موحد في هذا الاجتماع المهم لدرء الأخطار الكبرى التي تشكلها ايران المتزعمة للتنظيمات الارهابية في العالم ، فالخطر سوف يكبر ويتفشى في سائر دول المنطقة ان لم يكبح جماح التهور الايراني باحتواء ارهابه الذي يحاول النظام الدموي تصديره الى دول المنطقة وكافة دول العالم دون استثناء .