حوار - أكابر الأحمدي

في هذا الحوار يتحدث أستاذ النقد الحديث بقسم اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز الشاعر والناقد د. عادل الزهراني عن المشهد الثقافي المحلي، وما يعانيه من غياب للرصد النقدي للمنتج الأدبي، إضافة لأهمية التواصل بين أجيال النقاد، وعن أبرز احتياجات المثقف ليتمكن من مواكبة قضايا المجتمع وهمومه وطموحاته.

¿ برأيك أيهما خدم الآخر وصدره للمشهد الثقافي.. النص الإبداعي أم النص النقدي؟

- كلاهما خدم الآخر، وقدمه للمشهد، وهذه ليست إجابة دبلوماسية، فمنذ انطلاق الحركة الأدبية كان النقد خطابا موازيا، وكان النقاد يسيرون -قدر الإمكان- بمحاذاة المبدعين، وفي يومنا هذا يعرف الناس في العالم العربي عبدالله الغذامي وسعد البازعي ومحمد العباس وأطروحاتهم بقدر ما يعرفون عبده خال ومحمد الثبيتي وجاسم الصحيح وأحمد قران وأعمالهم الأدبية المشعة.

¿ النقاد مُدانون بأنهم يقتحمون النص الإبداعي من خلال نظرياتهم التي يطبقونها.. كيف ترى ذلك؟

- النظريات النقدية ليست مجرد طفرات جينية، أو موضات عابرة كما يعتقد البعض، النظرية خلاصة ما يصل إليه الفكر الإنساني في رحلة بحثه الممتدة عن الحقيقة.

والنظريات عموما تأتي استجابة لحاجات الإنسان الاجتماعية والثقافية، فهي ليست ترفا، وتطبيقها على الأدب ينبع من نزعة الإنسان نحو المنهجية العلمية. وكل نظرية توفر للناقد زاوية ينظر من خلالها إلى العمل الأدبي، وهي بذلك تثري النص وتقدمه للقارئ بطريقة مختلفة.

¿ ما أسباب غياب الرصد النقدي للمنتج الأدبي السعودي الحديث؟

- لا أعتقد أن هناك غيابا، بقدر ما هو تقصير ونقص، هناك محاولات جادة من باحثين وباحثات، نجد أعمالهم متفرقة بين المجلات العلمية المحكمة والكتب لكن حجم المنتج الإبداعي أكبر بكثير من أن يتسع له النقد.

¿ كيف ترى التواصل بين أجيال النقاد؟، وما الذي يميز جيلكم عمن سبقه؟

- بالنسبة لي أرى أنني محظوظ، فعلاقتي بأساتذتي من النقاد والكتاب قائمة وممتدة، والفضل يعود لهم بلا شك، فهم غرسوا في وفي زملائي روح المثابرة والمبادرة والإيمان بالمعرفة طريقا للتطور.

¿ ما الرابط بين منهج النقد الأدبي والنقد الثقافي؟

- الرابط هو «المنهج»، فخلال قرون استطاع النقد الأدبي تطوير منهجية محكمة، تضم أدواتٍ ناضجة لقراءة النصوص الأدبية. هذه المنهجية بأدواتها يستعيرها الناقد الثقافي لقراءة الظواهر الثقافية باعتبارها نصوصا ثقافية يقوم بتفكيكها وتحليلها تحليلا يمكن من فهمها بشكل أعمق، لا بد من القول إن النقد الثقافي يبحث دوما عن مكامن قوى التأثير الجماهيري وتحليلها لفهم حركية الظاهرة الجماهيرية ومدى خطورتها اجتماعيا وثقافيا، لذلك فالنقد الثقافي نقد سياسي في المقام الأول.

¿ اختتم ملتقى النص ولا يزال تواصله مع المتلقي بشكل أقل من الطموح، كونه لم يسع للتغيير والتجديد الذي يفرضه عصر السرعة والتكنولوجيا وعولمة الثقافة والفكر والأدب؟

- أعتقد أن الملتقى حقق من الأهداف ما يستحق الذكر، وقد ركز كما هو معروف على إنتاج الشباب وإبداعاتهم، وحضره عدد من الباحثين والباحثات الذين قدموا أوراقهم وآراءهم عن قضايا مختلفة ومتنوعة تتصل بأدب الشباب وأطروحاتهم المنشورة بين طيات الكتب أو على المواقع الإلكترونية ومنصات الإعلام الجديد.

¿ رغم ما أثارته الأندية الأدبية في الأعوام السابقة من حراك في المشهد الثقافي، إلا أنها لا تزال تقف عاجزة عن بلورة مشروع ثقافي يفي بتطلعات جمهورها المتزايدة.

- لا أعلم حقيقة ماذا نريد من هذه الأندية الأدبية أن تفعل.. هم ينظمون المؤتمرات، والمحاضرات، والندوات، والأمسيات، واللقاءات، ومعارض الكتب، ويطبعون الكتب للمبدعين والمبدعات والباحثين والباحثات، ويدعمون المثقفين بالحلقات الثقافية والعلمية والجوائز المختلفة للشباب والنقاد.

¿ ما المعضلة أهي في (الطرح) أم في (المطروح) أم في (المستقبِل) بكل تعرجاته؟

- هي في كل ذلك.. يحتاج المثقف أن يجدد أدواته وطريقة تفكيره بصفة مستمرة، ومواكبته لقضايا المجتمع وهمومه وطموحاته.. كما يحتاج المثقف لأن يؤمن به الجمهور، وبرسالته.. وبضاعته التي يقدمها. لا بد أن أصر على أن بضاعة المثقف الجادة لا تستميل شرائح كثيرة من عامة الناس، ومن الشابات والشباب.. لكن الحل في التوازن.

* ما جديد د. عادل الزهراني؟

- ديوان شعري قريب جدا.. سيكون في معرض الرياض الدولي للكتاب.