محمد البكر

أخيرا وصل مسؤولوا الإدارة العامة للمرور في المملكة لنفس القناعة التي وصلنا إليها من قبل بأن بعض رجال المرور الميدانيين يبالغون في تسجيل المخالفات المرورية على أصحاب المركبات . فهم يدققون أحيانا على مخالفات بسيطة مثل وقوف السيارة وطرف عجلتها على الخط الأصفر ، أو التوقف لفترة قصيرة جدا للتحميل أو التنزيل دون عرقلة للسير ، أو غير ذلك من المخالفات السطحية التي لا تتسبب في أي أضرار على الآخرين ، وفي أحيان أخرى يسجلون مخالفات على من لم يقم بإجراء الفحص الدوري وهم يعلمون علم اليقين أن الفحص الدوري بات مشكلة مزمنة بسبب الإزدحام خاصة في المنطقة الشرقية .

الذي اعرفه وقد مررت به أثناء قيادتي خارج المملكة ، هو أنه إذا لاحظ رجل المرور بأن أحد الأضواء الخلفية متعطل فإنه يسجل الملاحظة دون تسجيلها كمخالفة . وإذا لم يقم صاحب المركبة بإصلاحها بعد انقضاء اليوم الأول فإنها تسجل فورا في المرة الثانية عكس ما هو معمول به لدينا. إذ أنه من المستحيل أن يتفقد السائق الأنوار كل صباح ليتأكد من عدم وجود مشكلة في أحدها. وقد سرني ما قرأته من أن الإدارة العامة للمرور طالبت منسوبيها العاملين في الميدان بتحري الدقة عند تحرير المخالفات على المركباتوتفسير الشك لصالح المُخالف . ومع تقديرنا لهذه الخطوة إلا أنها ليست كافية لتعديل النهج الخاطىء من بعض رجال المرور الميدانين . فمجرد المطالبة دون أمر صريح أو توجيه واضح فلن يكون لها أي أهمية .

قلت وقال غيري من الكتاب بأن تشدد المرور مع المخالفين أمر مطلوب ويؤيده جميع العقلاء . فنتائج تطبيقه كانت رائعة حيث تقلصت أعداد الحوادث وقلت الإصابات وتراجعت الوفيات وهو أمر نرحب به ونفرح بتحقيقه ونسجله لرجال المرور الكرام . لكن ذلك لا يعني غض النظر عمن يتمادى في تسجيل مخالفات يمكن التساهل فيها كما ذكرت آنفا . ولكم تحياتي