«صنداي تايمز»

اعتبرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أن الذين خلفوا رئيس زيمبابوي السابق روبرت موجابي في السلطة يضربون ويقتلون، في خيانة صارخة للآمال التي أثارها سقوطه، موضحة أنهم يحاولون منع العالم من رؤية ذلك.

» قتل المدنيين

وقالت الصحيفة الأسبوعية، في عددها الصادر الأحد الماضي: «قُتل مئات الأشخاص، بمن فيهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم العاشرة، في زيمبابوي في الأيام الأخيرة في حملة القمع التي حاول النظام إخفاءها عن طريق إغلاق الإنترنت وترحيل الصحفيين الأجانب». وأضافت: «يأتي هذا العنف في الوقت الذي يتوجه فيه رئيس البلاد إلى القمة الاقتصادية في دافوس على متن طائرة خاصة كي يلتقي بالأقوياء والأغنياء، في إطار سعيه إلى الاعتراف الدولي والاستثمار في بلاده المفلسة». وتابعت الصحيفة: «في الأسبوع الماضي، كتبت منظمات المجتمع المدني إلى الاتحاد الأوروبي متهمة الرئيس إمرسون منانغوا باستخدام قتل المدنيين غير المسلحين كأداة للاحتفاظ بالسلطة». ولفتت إلى أن تلك المنظمات طالبت بمنعه من دخول سويسرا ما لم يوقف فوراً انتهاكات حقوق الإنسان الجارية.

» انتهاكات الجنود

وأضافت «صنداي تايمز»: اعترفت الحكومة فقط بثلاث حالات وفاة و300 حالة احتجاز، لكن خلال الأيام القليلة الماضية، التقت الصحيفة سراً بمئات الأشخاص في منازل آمنة ومستشفيات ومحاكم تعرضوا للضرب أو إطلاق الكلاب عليهم بواسطة رجال شرطة مقنعين أو جنود، كان من بينهم فتاة في الخامسة عشرة من العمر وصبي في العاشرة من عمره. وتابعت الصحيفة البريطانية تقول: «أدى إغلاق الإنترنت لفترات منذ يوم الثلاثاء، بناء على أوامر الحكومة، إلى صعوبة الحصول على المعلومات، لكن طبيبًا في أكبر مستشفى في هراري قال إن المشرحة كانت ممتلئة. وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين إنهم سمعوا عن 200 حالة وفاة، من بينهم 50 حالة مؤكدة».

ونقلت عن رابطة أطباء من أجل حقوق الإنسان في زيمبابوي القول إنها عالجت 72 شخصًا بسبب إصابتهم بأعيرة نارية.

وأردفت الصحيفة: «اعتُقل مئات الأشخاص وحُرموا من الإفراج بكفالة بقرارات من قضاة يبدو أنهم يتصرفون بناء على أوامر الحكومة». وتابعت: «عندما طالب دبلوماسيون بعقد اجتماع مع الحكومة، تم إعطاؤهم ما وصفه أحدهم بأنه إحاطة إعلامية من قبل كاين ماثيما، القائم بأعمال وزير الخارجية. ولم يتم السماح بأي أسئلة».

» ذئاب قديمة

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الحملة جاءت في أعقاب زيادة أسعار الوقود بأكثر من الضعف، حيث بلغ سعر البنزين 3.31 دولار للتر، وهو أغلى سعر في العالم، موضحة أن ذلك أدى إلى إضراب في كافة أنحاء البلاد، فضلاً عن الاحتجاجات والنهب. وعلقت الصحيفة بقولها: «تمثل عمليات الاختطاف ليلا، وعمليات الضرب الواسعة النطاق في أنحاء البلاد التي أعقبتها، تحطيما آخر لآمال الزيمبابويين الذين اعتقدوا أن الأمور ستتغير مع إطاحة الديكتاتور روبرت موجابي».