أماني السميري - الدمام

لا يخفى على أحد العداء الإيراني للعرب، الذي يمتد عميقا في الزمان، فالدولة الفارسية والصفوية ناصبت العداء للعرب عبر التاريخ ، ومنذ تأسيس دولة الملالي جدد الفرس عداءهم بشكل سافر للعرب وبدأوا بمحاولة اختراق المجتمعات العربية عبر ما أتى به الخميني بفتواه «ولاية الفقيه» ليبدأ التمدد على حساب الدول العربية في محاولة لتحقيق وهم إعادة الإمبراطورية الفارسية بظل شعارات دينية.

ودأب نظام الملالي على اختلاق الصراعات والحروب في المنطقة من أجل السيطرة وبسط النفوذ، مخترقا بعض الدول العربية عبر تأسيس كيانات وميليشيات طائفية أصبحت خنجرا في خواصر هذه الدول.

» الإيرانية الإسرائيلية

وأشار الكاتب السياسي اليمني مصطفى المنصوري لتحركات إيران في عهدي الشاه والخميني ومن أتى بعدهما، إلى علاقة إيران بإسرائيل وما يجمعهما من مصالح مشتركة تحاول في أصلها إضعاف العرب سياسيا والتحكم بأراضيهم ونهب ثرواتهم، مؤكدا أن طهران بعيدة كل البعد عن خطابها العدائي لإسرائيل ووصفها لها بالدولة غير الشرعية، وقال: إيران اعترفت بإسرائيل بعد عامين من تأسيسها، وقدمت الدعم لها بالنفط في عدوان 1967 وحرب أكتوبر 1973، كما أبرمت طهران صفقات بملايين الدولارات لشراء الأسلحة من إسرائيل خلال الحرب العراقية الإيرانية، واتضحت علاقة التعاون بين إيران وإسرائيل من خلال قصف إسرائيل لمفاعل العراق النووي خلال هذه الحرب.

» خطر مربك

وقال المنصوري: إن التمدد الإيراني في المنطقة مقلق وكارثي، فالميليشيات التي أسستها تخرق كل القيم والأعراف والقوانين، ورغم العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية على إيران لتغيير سلوكها العدائي المزعزع لاستقرار المنطقة، إلا أنها تحاول تثبيت مواقعها في العراق عبر ميليشياتها التي بدأت بلعب دور سياسي خطير على مستوى مؤسسات الدولة العراقية، وهذا ما يخشى ان يتكرر في سوريا ، فيما وظفت «حزب الله» في لبنان لإحكام السيطرة عليه والتحكم في مؤسسات الدولة بهذا البلد العربي المجاور لإسرائيل، حيث يلعب حزب الله دور حامي الحدود باعتراف عدد من المحللين الإسرائيليين، وكذلك في اليمن، وتسعى إلى تقويض الحل السياسي في أفغانستان عبر دعم حركة طالبان، وأضاف المنصوري، إن أطماع إيران في رسم إمبراطورية عبر أدواتها، متابعا: وتؤكد تصريحات أتباعها في لبنان واليمن بأنهم جنود في جيش خامنئي.

» العدو واحد

من جانبه، قال المحلل السياسي د. نايف الوقاع لـ «اليوم»: إن عداء إيران للعرب هو عقائدي وليس نفوذا أو مصالح، حيث تنتمي إيران للمذهب الصفوي وإلى القومية الفارسية، الذي يرى خصومة مع الإسلام ويحمله مسؤولية سقوط الدولة الفارسية، وهذا نجده بوضوح في الأدب والفنون الفارسية، مضيفا إن الإنتاج الفكري الإيراني يقوم على العداء المطلق للعرب والإسلام على مر التاريخ. وزاد الوقاع: هذا يوضح سعي إيران لتغيير عقائد وسلوك وثقافة وأفكار أتباعها في العراق وسوريا، ولبنان واليمن، بهدف إسقاط الهوية العربية، أما إسرائيل فهي تتقاطع مع إيران في اعتبار الصهاينة الأمة التي تستحق العيش، مشيرا إلى التقاء العقلية الصهيونية المتطرفة التي استمدت تعاليمها من «التلمود» مع نظيرتها الإيرانية الإرهابية التي استقوت بغرورها من وصية الخميني، وهو ما أوجد تشابها وتقاطعا للمصالح.وتابع: في الثمانينيات أوشكت إيران أن تخسر الحرب، ما دفع إسرائيل لإرسال قطع الغيار للنظام الإيراني لصيانة طائراته ليلحق الأذى بالعراق، مبينا أن مصالح إيران وإسرائيل المشتركة تنطلق من خلفية ثقافية مشتركة وهي «العرب أعداء».