محمد الحربي @harbimm

لكي تتمكن من تحقيق قصة نجاح باهرة، تكون حديث المجتمع، فإنه يجب عليك أن تخرج عن المألوف وتأتي بنتائج مبهرة بطريقة غير مألوفة أو بزمن قياسي. وهذا الأمر ينطبق على الكل انطلاقا من الدول ومرورا بالشخوص والهيئات والوزارات وانتهاء بالأفراد.

وعلى مستوى الإدارات والهيئات والمنشآت الحكومية، فإنني أعتقد أن الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة ورغم عمره القصير وكونه هيئة وطنية غير مستقلة بل منبثقة من اللجنة الأولمبية، إلا أن نشاطه - للأمانة - يثير الإعجاب، حيث يسابق الزمن ويطرح مبادرات نوعية في مجاله. وهو المجال الخصب الذي قد يعود على القطاع الاقتصادي بنتائج ملموسة متى استمر المسؤولون عنه بنفس الرتم والطموح.

الاتحاد السعودي للأمن السيبراني قام بخطوات عديدة منذ إنشائه، كان الهدف الرئيسي له تعزيز صناعة المعرفة التقنية في المملكة، وتعزيز قدرات الأفراد في مجالات التقنية والأمن السيبراني، وهو قطاع خصب، ولم يأخذ حقه البتة في الشرق الأوسط بشكل عام. ويكفي هذا القطاع علاقته بوادي السيلكون في الولايات المتحدة حيث تقبع شركات ضخمة تحقق مئات المليارات، مهنتها التقنية فقط.

البرامج التي يطلبها الاتحاد أو يهتم بها مثل معسكر طويق البرمجي والخيمة السيبرانية وبرنامج التقط العلم وفعاليات يوم الدرونز السعودي وورش العمل وبعث السعوديين إلى ملتقى المطورين، كلها خطوات مثيرة وسريعة الخطى، قد تساهم في تطوير جذري للقطاع البكر في البلد. ومن غير المبالغة لو قلت إنه قد يقود إلى توفير مليارات الدولارات لو قدر لنا النجاح - بإذن الله - كون الكثير من العقود البرمجية وأمن المعلومات غالية الثمن، توقع مع شركات ومتخصصين ومبرمجين أجانب. كما أن تطوير القدرات في الدرونز مثلا قد تقود يوما إلى إنتاج أنظمة عسكرية داعمة، دون أن نركن إلى دول ندفع لها الكثير أو دول نحتاج إلى موافقات من جهاتها الرقابية.

الاتحاد السعودي يمشي بخطى غير تقليدية، وهو حلم في متناول اليد، وما علينا إلا الاستمرار في هذا النهج المميز، وسنرى النتائج الاستثنائية بإذن الله.