محمد البكر

لعلني في مقال الأمس أوضحت مدى أهمية طريق أبو حدرية. ذلك الطريق الذي يعتبر شريانا حيويا دوليا يربط المملكة بالكويت، ويخدم أهالي الكثير من المحافظات والمدن والقرى والبلدات المتجهين من وإلى الدمام. ناهيك عن عبورعشرات الآلاف من الشباب السعوديين ممن يعملون في أكبر المصانع العالمية التي تغذي الاقتصاد الوطني، أو ممن يدرسون في جامعات المنطقة. واليوم أشير لواقع هذا الطريق وأذكر بعض الملاحظات عليه.

سفلتة الطريق سيئة جدا، وتشكل الحفر المنتشرة في الاتجاهين مصائد خطيرة لقائدي المركبات، وتتسبب في حوادث جسيمة. فالطريق من الطرق السريعة التي يسمح بالقيادة فيها بحدود 120 كلم/ الساعة، وأي مفاجأة غير محسوبة تجعل السائق غير قادر على التحكم في مركبته. أما خطوط المسارات فهي شبه مختفية وعيون القطط غير موجودة. ولكم أن تتصوروا خطورة الطريق في ظل هذا الوضع وخاصة عندما يحل الظلام.

الذي أعرفه ولكن لا أجزم فيه، أنه لدى الوزارة مقاول مسؤول عن صيانة الحواجز الموجودة على جانبي الطريق والجزيرة الوسطى الفاصلة بين الاتجاهين. فإن كان اعتقادي في محله فهذه مصيبة؛ لأنه لا يقوم بعمله، وإن لم يكن فالمصيبة أعظم. فشبك الجانبين في معظمه متهالك وأجزاء منه مفتوحة تعبر منها السيارات باتجاه المخيمات، وأجزاء أخرى مغطاة بالرمال يسهل عبورها. أما الشبك الأوسط فيغطي 50% من الطريق بعد رأس الخير، مما يسهل دوران الشاحنات والسيارات للطريق الآخر وما ينتج عن ذلك من حوادث مميتة.

بعد مفرق السفانية باتجاه الخفجي والكويت، يتحول الطريق إلى طريق واحد لكل اتجاه، بعد أن تم إغلاق الجانب الآخر لإصلاحه. ومع أن هذا الإجراء تم اتخاذه قبل فترة طويلة، إلا أن العابرين لم يشاهدوا مقاولا يعمل أو حتى عاملا عابرا يقوم بمتابعة وسائل التنبيه. فهل تجنينا على أحد عندما انتقدنا وضع هذا الطريق، وهل يرضي هذا الحال معالي الوزير!؟.. ولكم تحياتي