اليوم - الدمام

سفير كندا السابق بالرياض: تدخل حكومتنا في موضوع «رهف» دافعه سياسي

قال سفير كندا السابق لدى المملكة، ديفيد تشاترسون: إن تدخل الحكومة الكندية في موضوع الشابة رهف محمد القنون جاء بدافع سياسي.

ولا يختلف رأي تشاترسون عما اعتبره العديد من المراقبين أن هذه القضية العادية التي تحدث مثلها مئات القصص عبر العالم، نفخ فيها أصحاب الأجندات، والمبتزون وأصحاب الغرض السياسي الذين يبحثون بميكروسكوب عيونهم التي لا تخفي الغرض، عن كل صغيرة بهدف الإساءة للسعودية وصورتها ومحاولة الضرب تحت الحزام، ولكن سرعان ما تطيش سهامهم في الهواء.

» استغلال سياسي

ورأى سفير كندا السابق لدى السعودية، تشاترسون في مقابلة تلفزيونية مع قناة «CBC» الكندية، أن تدخل حكومة بلاده في موضوع الشابة رهف جاء بدافع سياسي، حيث لم تكن أفضل شيء تفعله الحكومة الكندية، إذ يوجد 25 مليون لاجئ حول العالم ظروفهم أصعب من هذه الفتاة، موضحا أن اختيار رئيس الوزراء جاستن ترودو، تقديم الملاذ للفتاة السعودية، محاولة منه لإقحام نفسه في القصة.

وأضاف الدبلوماسي الكندي: «لا ينبغي على الحكومة الكندية إعطاء الدروس، بل عليها الدخول في حوار مع الرياض عبر القنوات الرسمية، ليس عبر التغريدات أو القفز على القضايا المنتشرة في وسائل الإعلام».

» وضوح الاستهداف

ويوضح استغلال كندا لقضية رهف، ما هو معلوم للجميع حيث رحلت حكومتها 1100 شخص دخلوا البلاد بشكل غير قانوني، فيما بقيت 64 ألف حالة هي حصيلة طلبات لجوء معلقة، لم تتخذ فيها قرارا، بينما سارعت لاستغلال مسألة رهف العائلية العادية، للإساءة للمملكة والتكسب السياسي الرخيص على رؤوس الأشهاد.

ويندرج اهتمام الإعلام المغرض بهذه القضية ضمن مسلسل مدروس يستهدف السعودية لحساب أجندات إقليمية ودولية، وهي ليست المرة الأولى التي تطال فيها أضواء الإعلام الغربي الساطعة قضية «حقوقية» يذكر فيها اسم المملكة، وتحولها إلى قضية رأي عام.

» أصحاب الأجندة

وجذبت قضية الفتاة رهف الاهتمام في الأيام الماضية، بعدما استغلت وسائل التواصل الاجتماعي لإضفاء صبغة سياسية على مسألتها الشخصية؛ بغية تغطية هربها إلى أستراليا، وهذا ما أوجد لها ملجأ، مع عدم إعادتها إلى المملكة بزعم أنها قد تتعرض للضرب أو القتل أو التعذيب على يد عائلتها بحسب الزعم الباطل.

ولقي هذا التسييس صدى لدى المتربصين بأي مسألة تتعلق بالسعودية، من قريب أو من بعيد، حتى تتلقف جهات مختلفة مثل هذه الحوادث العادية، وتستغل أي تفصيل ولو كان هامشيًا في سبيل أهدافهم الخبيثة، فقرار الهجوم فيه على المملكة متخذ سلفًا، بحسب ما رأى مراقبون.

ومثلت مسألة الفتاة رهف، فصلا جديدا من فصول استهداف المملكة بعد قضية الراحل جمال خاشقجي، حيث استغل أعداء السعودية ذلك، وأخذت قنوات الفتنة تدق الطبول وتنفخ من كيرها العفن.

» ذرائع كاذبة

وتسقط رهانات المتاجرين بمثل هذه القضايا الصغيرة التي يجري تسييسها، مع بروز شمس الحقائق الكبرى، التي من بينها أن قوانين المملكة تمنع الإيذاء وتعاقب فاعليه، بما في ذلك الصادر عن الوالدين وبقية أفراد الأسرة، ولو أن ما ذكر على لسان بعض هؤلاء الفتيات صحيح لأمكنهن التقدم بشكوى إلى الجهات المعنية بالحماية في السعودية، غير أن مثل هذه الأساليب التي تتبعها بعض الدول وبعض المنظمات الدولية دوافعها سياسية وليست إنسانية.

وتعمد هذه الجهات وعلى لسان بعض مسؤوليها، إلى تحريض بعض الجانحات والمراهقات السعوديات على الخروج على قيم وتقاليد أسرهن، وتدفع بهن في نهاية المطاف إلى الضياع وربما إلى الارتماء في أحضان سماسرة الاتجار بالبشر.